حالة من التوتر في لبنان بعد انقلاب شاحنة لـ”حزب الله”
كشف الجيش اللبناني، الخميس، أن شاحنة تحمل ذخائر قد انقلبت على طريق عام ببلدة الكحالة بجبل لبنان، ولدى انقلابها حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين.
وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، و”تم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص”، وفقا لبيان الجيش اللبناني.
وفجر الخميس، قامت قوة من الجيش اللبناني برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين، فيما يواصل متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة، حسب البيان.
بتاريخ ٩ / ٨ /٢٠٢٣، لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. ٢/١ pic.twitter.com/ehvk5OWAat
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 10, 2023
وذكرت مصادر أمنية لـ”رويترز” أن شخصين قتلا، الأربعاء، في تبادل لإطلاق النار بين أعضاء في جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية وسكان بلدة مسيحية بعدما انقلبت شاحنة تخص الجماعة المسلحة.
وقالت المصادر إن عضوا في الجماعة المدعومة من إيران وأحد سكان البلدة قتلا في الاشتباك الذي وقع على بعد 12 كيلومترا تقريبا جنوب شرقي بيروت، وتبادل الجانبان الاتهامات بإشعال فتيل الاشتباك الدامي، وفقا لوكالة “رويترز”.
وهذه أخطر مواجهة بين حزب الله وخصومه اللبنانيين منذ اشتباكات دامية وقعت في بيروت قبل نحو عامين، مما يهدد بتفاقم التوتر الطائفي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية عميقة.
واتهم نواب محليون من القوات اللبنانية، وهو حزب مسيحي معارض لحزب الله، الجماعة بنقل أسلحة في الشاحنة.
https://twitter.com/RanaBshara3/status/1689363347483795456
حزب الله يعترف
وقال حزب الله إن الشاحنة تابعة له واتهم “ميليشيات” في المنطقة بمهاجمة طاقمها، قائلا إن أحد الرجال “المولجين بحماية الشاحنة” أصيب قبل أن يُتوفى لاحقا.
وأضاف في بيان أن تبادلا لإطلاق النار وقع مع “المسلحين المعتدين”، لكن الحزب لم يأت على ذكر حمولة الشاحنة.
واتهم المكتب المحلي لحزب القوات اللبنانية “مسلحين” كانوا يرافقون الشاحنة بإطلاق النار على المدنيين، مما أدى إلى مقتل رجل قالت المصادر إنه مسيحي من سكان الكحالة يدعى فادي البجاني (64 عاما).
وتعرف ابنه يوسف عليه، وقال لـ”رويترز”، إن الاثنين حاولا الاقتراب من الشاحنة بعد انقلابها.
وتابع لرويترز “كنا على بعد شي متر بس ما قدرنا نشوف شو فيه بالشاحنة. كان في ثلاثة على القليلة (الأقل) كانوا عم يقوسوا (يطلقوا النار) عليها- اثنان مع رشاشات واحد معه فرد. بيي (أبي) وقع على الأرض وما قدرت أوصله، ولما وصلت بعد ثلاث دقايق كان مات وما كان عم يتنفس”.
وكانت الشاحنة قد انقلبت على منحدر بالقرب من الكحالة على الطريق الرئيسي بين العاصمة السورية دمشق وبيروت، وسرعان ما أغلق السكان الطريق حولها.
وقرعت أجراس كنيسة مار أنطونيوس في الكحالة حزنا بعد انتشار خبر مقتل فادي البجاني.
وقطع محتجّون الطريق ومنعوا مرور السيارات، مطالبين بالكشف عن حمولة الشاحنة وتسليم مطلقي النار، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
واتهم نزيه متى، النائب عن المنطقة من القوات اللبنانية، حزب الله بنقل أسلحة إلى بيروت على متن الشاحنة، وقال في تصريحات تلفزيونية “انقتل شخص من الكحالة… هذا غير مقبول بشكل قاطع”.
وقال عبدو أبو خليل، المسؤول في الكحالة، إن السكان يعتزمون إغلاق الطريق حول الشاحنة المقلوبة.
وبثت قناتا الجديد وأم.تي.في اللبنانيتان لقطات لرجال يرتدون ملابس مدنية ويطلقون النار في الشارع.
وعرضت القناتان في وقت لاحق لقطات لقوات الجيش اللبناني وهي منتشرة حول الشاحنة عند حلول الظلام بينما كانت رافعة تعمل على إزالة صناديق خشبية منها.
ولم تكن محتويات الشاحنة ظاهرة، لكن مجموعات كبيرة من السكان ما زالت تتجمع حولها.
فيديو جديد للتوتر في #الكحالة بعد إنقلاب شاحنة قيلَ أنها مُحمّلة بالأسلحة لصالح "حزب الله"#lebanon24#لبنان pic.twitter.com/FFLNgxsmJA
— Lebanon 24 (@Lebanon24) August 9, 2023
وقال شهود إن الجيش اللبناني أفرغ حمولة الشاحنة المنقلبة من دون أن يسمح لأحد بالاقتراب، ثم حاول نقلها من المكان لكنه عدل عن ذلك بعدما ثار غضب الأهالي الذين أصروا على إغلاق الطريق وأطلقوا هتافات مناهضة لحزب الله، حسب ما ذكرته “فرانس برس”.
وتحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، مع قائد الجيش، العماد جوزيف عون، ودعا إلى “الهدوء والحكمة” ريثما تجري السلطات تحقيقا رسميا.
وحزب الله أقوى جماعة في لبنان، وكان قد أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982، وخاضت صراعات عدة مع إسرائيل ونشرت مقاتلين لها لدعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، حسب “رويترز”.
ولطالما كانت ترسانتها من الأسلحة مثار نزاع في لبنان، حيث يوجه معارضو الجماعة اتهامات لها بتقويض الدولة.
وقبل عامين، قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في اشتباكات في أعقاب مسيرة نظمها حزب الله وحليفته الشيعية حركة أمل ضد قاضٍ يحقق في انفجار ميناء بيروت عام 2020.
ونفى قائد القوات اللبنانية، سمير جعجع، حينها مزاعم الطرفين بأن مسلحين موالين لحزبه استهدفوهم بنيران قناصة.