بحيرة الحبانية كانت متنفساً للعائلات العراقية وأفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط
يعاني العراق من جفاف الأنهار بسبب تغيرات المناخ أولا وبسبب قطع تركيا وإيران للأنهار.
وتعتبر بحيرة الحبانية في العراق مقصدًا سياحيًا لكثير من العائلات العراقية، لكنها اليوم تعاني من الجفاف الشديد وتحولت من بحيرة كبيرة إلى بركة راكدة.
ففي أكثر أيّام شهر آب/أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خاصة في أيام عطلة نهاية الأسبوع.
الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، بدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979.
يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام لفرانس برس أنه “خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة”، لكن “الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف”.
ويضيف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً والذي فضّل عدم إعطاء اسمه كاملاً أنه “بسبب قلّة المياه، توقف العمل وتوقفت الحركة، لا يأتي أحد…إذا عادت المياه، يعود الناس”.
في الحبانية، ساهم تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض المنسوب المتأثّر أيضا بتراجع نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويعبر في سوريا ويغذّي البحيرة.
وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سبباً رئيسياً في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات على الأراضي العراقية.
وقال صالح محمد مدير قسم التدقيق والرقابة الداخلية في المدينة السياحية أنه “لا يمكن المقارنة” مع السنوات السابقة، “ففي مثل هذه الأوقات، تكون الحبانية ممتلئة، سواء السكن أو الشاطئ”.
لكن “حالياً، أصبح ارتياد السياح للحبانية ضعيف جداً جداً”، كما قال. وفي العام 2020، وعلى الرغم من الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، سجلت الشقق السياحية 9 آلاف حجز، لكنّها حالياً لم تتجاوز 3 آلاف منذ مطلع العام، وفق المسؤول.
وتابع بحسرة “البحيرة أصبحت عبارة عن بركة ماء راكدة لا تصلح لا للشرب ولا للسباحة”.