اليوم العالمي لـ العمل الإنساني.. مجاعة وأمراض وعنف
ينظم المجتمع الإنساني كل عام ويحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس للإشادة بعمال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية.
كما يراد من هذا اليوم كذلك حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم والدعوة إلى سلامة العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وأمنهم، وبقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم.
وتكمن أهمية العمل الإنساني في وضع خطط الاستجابة والتي تركز على الفئات الأشد احتياجاً، فإنّها تهدف للتصدي للمجاعات، والأمراض المُميتة، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومسألة النزوح، ويضاف إليها المتأثرين بالأوبئة.
إعلانات المشاهير
مشاهير التواصل الاجتماعي أيضاً كان لهم نصيب من عمليات جمع التبرعات، فمنهم من دخل في دائرة الإعلان لمؤسسة خيرية، ومنهم من أحب جمع تبرعات بمجهوده الخاص، أو أعلن عن رغبته بمساعدة أصحاب بعض المشاريع الصغيرة من خلال الإعلان عنها مجاناً، بينما خفض آخرون أسعار إعلاناتهم، لأن ريعها سيذهب إلى الأعمال الخيرية.
وأعلن بعض المشاهير عن رغبتهم في توفير سلال غذائية لبعض الأسر المتعففة من خلال ما يجمع من تبرعات من المتابعين أو ممن يرغبون ويتفاعلون مع الإعلان لدى المشهور، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
وتعددت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من التبرعات.
حيث يرى متابعون أن المشاهير لهم دور كبير في جمع التبرعات بشكل آمن وسريع وأيضًا إيصاله إلى المحتاجين والمستفيدين منه بشكل مباشر، والكثيرون منهم لا يتقاضون أجرًا على ذلك على عكس المنظمات والجمعيات الخيرية التي يتقاضى موظفوها رواتبهم من تلك التبرعات.
كما يرون أن اليوتيوبر المشهور والذي يتابعه ملايين الناس يحظى بمصداقية وثقة كبيرتين ولا يمكنه أن يفقد هذه الثقة والمصداقية وتعرض سمعته للشك بسبب التلاعب بالتبرعات.
البحث عن الشهرة
هناك من تساءل ما الذي يدفع بعض مشاهير السوشيال ميديا لتبنِّي قضايا أشخاص معيّنين، والتسوُّل بأسمهم على أنهم في مسيس الحاجة للمساعدة واستعطاف الناس لتقديم الدعم لهم؟ في حين أن الدول ترخص مئات الجمعيات الخيرية، وتدعمها لتقديم الأعمال والمبادرات الخيرية، إذ تسلك هذه الجمعيات طرقاً وقنوات مشروعة لطلب الدعم، ومنحه للمحتاجين.
فيرى المعارضون أن استغلال مشاهير السوشيال ميديا لعطف المواطنين، وطيبتهم، وسجيتهم التي جُبلت على مساعدة الآخرين، يضر بالمجتمع، ويشوِّه صورته، ويجعل المشاهير على مرمى الاتهامات والشبهات، والتساؤلات عن أسباب تصيدهم لباعة الطرق، وأصحاب البسطات، والتسول باسمهم عبر نشر فيديوهات، وإرسال رسائل، في ظل وجود جمعيات خيرية عديدة لها القدرة على تقديم الدعم لكل من لديه الحاجة، بعد دراسات وبحث اجتماعي عادل.
وتكمن خطورة هذه الأساليب في أن المتبرع لا يعرف غالباً الطرف الآخر، ولا يمكن أن يراه، ومن الوارد أن يكون واجهة لكيانات ظلامية، فلا يقتصر خطأ فاعل الخير في هذه الحالة على مجرد التبرع لشخص غير معروف، بل يتجاوز إلى التورط في تمويل تنظيمات أو جماعات قد تكون متطرفة أو إجرامية.
وهذه الأخطاء ليست متصورة لمجرد التحذير من أفعال مبنية على حسن النية، بل تستند إلى حالات واقعية، بدأت باستجداء لمساعدة أطفال مشردين، أو حفر بئر في قرية نائية، وغيرها من الروايات التي ينسجها طالبو المال للتلاعب بمشاعر فاعلي الخير، من قبل مجهولين، وتنتهي بصدمة للمتبرع.
محاذير أمنية
يرى مراقبون ومتابعون أن هذا السلوك الذي اعتمده بعض المشاهير، ينطوي على العديد من المحاذير الأمنية، أبرزها مدى تأكد هؤلاء من أن هذا الدعم سيذهب لمستحقيه فعلًا، كما أنه يُعد تجاوزًا واضحًا للضوابط التي أقرتها الدول، لضمان عدم استغلال الأعمال الخيرية في غير أغراضها.
كما أن محاولة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي تبني قضايا مدعي الحاجة، وربما التكسب من ورائهم، تترتب عليها خطورات أمنية، وثغرات في اشتراطات الإعلان، وهو ما يستدعي المطالبة بوضع ضوابط لإعلانات المشاهير، وظهورهم، خصوصًا أن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، لديها سياسات وضوابط محكمة، تلتزم بها عند نشر الإعلان.
العمل الإنساني من خلال الجمعيات
إن العاملين في المجال الإنساني ليس لهم غاية سوى إنقاذ الأرواح وحمايتها وتوفير المستلزمات الأساسية للحياة، فهم يقفون جنبًا إلى جنب مع أبناء المجتمعات التي يخدمونها ويجلبون لهم الأمل. وفي 19 آب/أغسطس من كل عام نجتمع لتكريم العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم الذين يسعون جاهدين لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة بغض النظر عن الخطر أو المشقة.
فالعاملون في المجال الإنساني يغامرون في عمق المناطق المنكوبة وعلى الخطوط الأمامية للنزاع سعياً لإنقاذ الأشخاص ومساعدة المحتاجين وحمايتهم.