دعوات إستغاثة من رجال الإطفاء في سوريا بعد الحريق الكبير
تفاقم الوضع الإنساني المتردي بعد زلزالين كبيرين والحرائق التي اجتاحت شمال غربي سوريا هذا الصيف، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية القاسية، فيما يحاول رجال الإطفاء على جانبي الصراع الآن مواجهة عدو مشترك، لكنهم يواجهون عراقيل بسبب نقص الدعم من الحكومة والمجتمع الدولي.
بدأت الحرائق، في أواخر تموز\يوليو، وهي الأحدث في سلسلة من الحرائق عبر البحر المتوسط من اليونان إلى الجزائر. وأدى انفجار محول إلى إشعال الحرائق، وفقًا لخبير غابات محلي في اللاذقية، تحدث إلى صحيفة “واشنطن بوست”، واشترط عدم الكشف عن هويته خوفًا من الحكومة.
فيما سمحت موجات الحر والرطوبة المنخفضة والرياح القوية للنيران بالانتشار بسرعة عبر الجبال المغطاة بأشجار الصنوبر وأثارت حرائق أخرى في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين.
ويقول “حسام زيليتو”، البالغ من العمر 47 عامًا، وهو رجل إطفاء كان تابعًا للحكومة قبل الحرب، وهو الآن عضو في الدفاع المدني السوري، المعروف باسم “الخوذ البيضاء”، وهي مجموعة من عمال الإغاثة والمستجيبين الأوائل الذين يعملون في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، إن الموارد البشرية متوفرة، “لكننا بحاجة إلى مركبات خاصة يمكنها تغطية المنحدرات والطرق الوعرة. لا تستطيع شاحناتنا الوصول إلى بعض المناطق، وهذا يبطئ وقت الاستجابة”.
ولقي ما لا يقل عن 17 شخصاً حتفهم في حرائق هذا العام، وفقا للخوذ البيضاء، بينهم 13 طفلاً. وأصيب ما يقرب من 80 شخصاً.
وقال “زيليتو” إنه حتى في اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة، استنزفت الحرب والعقوبات الغربية الموارد المحلية، مشيراً إلى أنه، في عام 2011، “كان لدينا حوالي 550 سيارة إطفاء. الآن هناك أقل من 140، وهي تفتقر إلى الصيانة”.
وتقول الصحيفة إن رقابة النظام السوري على المعلومات تجعل من الصعب تحديد مدى الأضرار الناجمة عن الحرائق.
وقال مدير دائرة الزراعة في اللاذقية، لوسائل الإعلام التابعة للنظام إن إخماد الحرائق كان صعباً بشكل خاص، لأن المنطقة المتضررة لا تزال مليئة بالألغام الأرضية.
وفي انتقاد نادر، قال ثائر الحسن، قائد فرقة الإطفاء في حماة، شرقي اللاذقية، لصحيفة الوطن الموالية للنظام إن رجال الإطفاء يجب أن يحصلوا على رواتب أعلى، مشيراً إلى أن عمال النظافة يتقاضون رواتب أفضل منهم.
وقال محمد دبساوي، نقيب إطفاء آخر في حماة: “من غير المعقول أن يتعرض رجل إطفاء للحريق والغازات السامة أثناء إطفاء الحرائق، وأن يحصل على تعويض شهري فقط قدره 290 ليرة سورية، أي ما يعادل بالدولار (0.0232 دولار)، وهو ما لا يكفي لشراء الفلافل”.
وتشير الصحيفة إلى أنه رغم إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، في مايو، وتطبيع العلاقات مؤخرا مع عدد من جيرانها الخصوم سابقاً، إلا أن هذه التحركات لم تبطئ انهيار الاقتصاد السوري.
يذكر أن 90 في المئة من السوريين يعيشون في فقر. في العام الماضي، احتاج 14.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وفقاً للأمم المتحدة، أي أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب.