تتمركز قوات سوريا الديموقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات
قُتل 22 شخصاً بينهم ثلاثة مدنيين بمحافظة دير الزور في شرق سوريا في اشتباكات دارت بين قوات سوريا الديموقراطية ومسلّحين محليّين على خلفية توقيف قيادي عسكري محلّي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وقال المرصد إنّ قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد أوقفت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، المعروف بأبو خولة، في مدينة الحسكة ليل الأحد، ما أثار توتّراً تطوّر لاحقاً إلى اشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية ومقاتلين تابعين لعشائر عربية محلية.
ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية، مقاتلين محليّين ويتولّى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية بعد دحر تنظيم داعش من المحافظة.
وتتمركز قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتتألف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.
وأفاد المرصد السوري أنّ الاشتباكات اندلعت الاثنين بين قوات سوريا الديموقراطية و”المقاتلين التابعين لعشائر محلية” في بضع قرى في ريف دير الزور الشرقي، وقد أسفرت الثلاثاء عن “مقتل عشرة من المسلّحين وثلاثة من قوات سوريا الديموقراطية”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أنّ الاشتباكات اندلعت إثر مهاجمة المسلحين مواقع لقوات سوريا الديموقراطية.
ورجّح عمر أبو ليلى، مدير موقع “دير الزور 24” المحلّي، أن “ما يجري اليوم هو عملية تصفية حسابات بعدما شعر قادة فاسدون آخرون بالخطر إثر توقيف أبو خولة، وبدأوا بمحاولة تحريك العامل العشائري والعربي لحماية أنفسهم”.
وحذّر من “خطر قد ينعكس سلباً على المنطقة”.
وأضاف أنّ أبو خولة “كان فاسداً ومتورطاً في عمليات تهريب، وقد راكم ثروة خلال السنوات الماضية”.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية، وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل جناحها العسكري، إدارة مناطق سيطرتها، خصوصاً ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة التخفيف من الحساسية العربية-الكردية.
ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديموقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شنّ “عملية لتعزيز الأمن” في مناطق سيطرتها في دير الزور ضدّ تنظيم داعش و”عناصر إجرامية (…) متورطة في الإتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة”.
وأكّدت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الثلاثاء مواصلة العملية “لاعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية”.
وقال مصدر من قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس إن المنطقة التي تشهد الاشتباكات تُعدّ “خط تهريب معروفاً”، مرجّحاً أن ينتهي التوتر قريباً.
وأشار المصدر إلى أنّ “المسلحين هم من التابعين لأبو خولة”.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.