أزمة الأدوية مازالت قائمة والتونسيون لا يجدون أدويتهم الحياتية
مازالت تونس تواجه أزمة دواء متفاقمة وفي مؤشر على تفاقم أزمة الأدوية في تونس، ارتفعت النداءات التي يوجهها تونسيون إلى المقيمين بالخارج لجلب عدة أنواع من الأدوية بحكم فقدانها من الصيدليات المحلية وللحديث أكثر عن هذه الأزمة تواصلت أخبار الآن مع رئيسة هيئة الصيادلة الجهوية بصفاقس، القصرين وسيدي بوزيد التي أكدت:”أزمة الأدوية مازالت قائمة في تونس والأمر يعود لعدة أسباب من بينها المشاكل التي تواجهها تونس مع المزودين الذين لا يمنحوننا الأدوية لأننا لم ندفع ديوننا هذا إلى جانب غياب المواد الأولية لصنع الأدوية وهو مشكل موجود حاليا في عدة دول بسبب صعوبات جلبها من الخارج.”
أما عن حجم أزمة الأدوية التي تمر بها تونس فقالت ألف السلامي أن المئات من الأدوية مفقودة حاليا في تونس وما يمكن أن يكون متاحا اليوم يغيب غدا والعكس بالعكس.
كما أشارت إلى أنه هناك عدد من الأدوية كالمسكنات التي يمكن تعويضها بأدوية أخرى متاحة لكن المشكل الأكبر يتعلق بالأدوية الحياتية التي لا يمكن تعويضها بأي طريقة مثل أدوية السكري والسرطان والقلب الذي يغيب حتى في الصيدليات الفرنسية والبلجيكية
وتابعت:”هناك أزمة عالمية في ما يتعلق بأدوية القلب وحين سيتم توفيره لن يكون متاحا في تونس لأن الأولوية ستكون للدول الأجنبية.” كما أنها قالت إن أزمة الأدوية ليست حكرا على تونس فقط هناك بعض الدول الأجنبية التي تواجه نفس الأزمة أيضا لكن الفرق أن أزماتهم يمكن حلها في وقت أسرع كما أنه لديهم عدد هام من المزودين في حين ليس لدينا في تونس إلا مزود واحد وفق تعبيرها.
هذا وأكد الخبير الاقتصادي معز حديدان لأخبار الآن أن تونس فقدت مصداقيتها في السوق العالمية وأن الأزمة تعود في جزء منها إلى الصيدلية المركزية وفق تصريحه، هذا وتعتبر الجهة الوحيدة المخول لها قانونيًا حق توريد الأدوية في تونس، حيث تعاني الصيدلية من أزمة مالية حادة نتيجة تراكم ديونها لدى المزودين الأجانب لتبلغ نحو 225 مليون دولار، وعجزها في الوقت نفسه عن تحصيل ديونها لدى المستشفيات والمؤسسات الصحية التونسية.
أما عن الحلول المتاحة في الوقت الحالي فإن الأدوية الجنيسة من بين الحلول المقترحة وفق عضو في مجلس الصيادلة سبق وصرح لأخبار الآن، ويعتبر الدواء الجنيس منتجا يكافئ منتجًا دوائيًا ذو علامة تجارية مسجلة ومحمية قانونيًا، يُماثلةُ من حيث الشكل الدوائي وشدته ونوعيته وخصائص الأداء له وإستخدامه، وغالبًا ما يتم تسويقه بِاسمه الكيميائي أو بتركيبته الكيمائية بدلًا من الاسم التجاري المعلن والذي يباع الدواء على أساسهِ.