رمضان بن عمر: هشاشة وضعية المهاجرين في تونس جعلتهم فريسة سهلة للمتحيلين
تداول التونسيون على نطاق واسع حادثة إيهام عدد من المهاجرين غير النظاميين من قبل منظم هجرة في تونس بوصولهم إلى أوروبا ليتفاجئوا بتواجدهم على شاطئ مدينة الحمامات.
واختلفت ردود الفعل بين من اعتبر الخبر ساخرًا ومثيرًا للضحك وبين من يعتبره مؤسفًا وتجسيدًا للمتاجرة بأحلام الناس وصعوبة وضعيتهم الإنسانية.
وفي هذا الإطار تواصلت أخبار الآن مع الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي أكد أن: “هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها والاستغلال والتحيل على أفارقة جنوب الصحراء متكرر في تونس ويأتي في سياق هشاشة وضعيتهم الاجتماعية والقانونية”.
كما أشار إلى السياق السياسي والخطاب الرسمي في تونس (في إشارة لخطاب قيس سعيد) الذي رفع الغطاء على وجودهم واعتبر وجودهم غير قانوني وغير نظامي ما سهل عملية استغلالهم اقتصاديًا وحتى إجراميًا من طرف مجموعات عديدة.
كما كشف أن عملية إيهام المهاجرين بوصولهم لإيطاليا تم اعتمادها بكثافة حتى مع تونسيين وهي عملية تحيل معتادة تعتمدها شبكات منظمي الهجرة غير النظامية. وتابع في ذات السياق:”تكثفت هذه العملية خاصة في السياق الحالي الذي انطلق منذ شهر فبراير المرتبط بوضع المهاجرين غير النظاميين”.
وقال إن الإشكالية تتمثل في أن الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء كلها تتم خلف الأبواب أي أن المهاجر الذي يتعرض لانتهاك لا يستطيع أن يتقدم بأي شكوى أو أن يلجئ للقضاء لأنه مجرد من حقوقه والدولة تعتبره خارج عن القانون وهذا يعمق وضعية الهشاشة التي هم بها ويجعلهم فريسة سهلة للمجموعات الإجرامية أو شبكات التجارة بالبشر وفق تعبيره.
وفي تفاصيل الحادثة الأخيرة لإيهام مهاجرين بوصولهم إيطاليا وردت معلومات لدى الوحدات الأمنية التابعة لفرقة الأمن السياحي بالحمامات مفادها وجود زورق ومجموعة من الأشخاص أغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء عالقين بأحد الشواطئ بالجهة التونسية معتقدين أنهم وصلوا أوروبا.
وتنقّلت دورية شرطة النجدة لشاطئ الحمامات أين ألقت القبض على 6 أشخاص من بينهم إمرأة رغم محاولتهم الفرار، وحجز الزورق الخشبي الذي يبلغ طوله حوالي 07 أمتار إضافة إلى محركين بحريين.
وبالتحري مع المعنيين اعترفوا باعتزامهم اجتياز الحدود البحرية خلسة وذلك إثر التنسيق مع شخص قام بنقلهم إلى أحد الشواطئ بجهة سوسة أين كان بانتظارهم شخص آخر تولّى ليلا (بعد تسلّمه بقية النقود 07 آلاف دينار عن الشخص الواحد) جرّ الزورق المحجوز بمركب بحري ليعلمهم صباحا عن وصولهم إلى إحدى الجزر الأوروبية ثم تركهم وغادر، ليكتشفوا أنهم بشاطئ مدينة الحمامات إثر إعلامهم من قبل أحد الأشخاص.
باستشارة ممثل النيابة العمومية أذن بالإحتفاظ بجميع الأطراف ومواصلة الأبحاث، بحسب ما أفادت به الإدارة العامة للأمن الوطني.
للمزيد عن أزمة أفارقة جنوب الصحراء في تونس: