المغرب العربي.. تاريخ طويل مع الكوارث الطبيعية
ينشغل العالم هذه الفترة بمتابعة هول الكوارث الطبيعية التي حلت بليبيا والمغرب إذ دمّر أكبر زلزال تشهده المغرب منذ أكثر من قرن، أجزاء من البلاد فيما ارتفع عدد الضحايا إلى 2901 قتيل أما ليبيا فابتلعت السيول ربع مدينة درنة بسكانها وتجاوز عدد القتلى ألفي قتيل فيها.
وبالحديث عن هذه الكوارث الأخيرة وما خلفتها من مآسي، يجدر بالذكر أن المغرب العربي شهد في تاريخه الحديث عددا مهما من الكوارث الطبيعية المفجعة التي ظلت راسخة في أذهان الشعوب وخلفت آلاف القتلى وخسائر مادية هائلة وعبر هذا المقال سيتم التعرض لأهمها:
زلزال أغادير الذي قضى على 15 ألف مغربي دفعة واحدة
يشهد المغرب حركة نشيطة للزلازل، وكان أخطرها الزلزال الذي ضرب مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي في 29 شباط/فبراير 1960 بقوة 5,7 درجات مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة وكانت أغادير مدينة فقيرة حيث أغلب المنازل مشيّدة بالطين الحجر.
وعندما ضرب زلزال أغادير، الذي يعد أقل حدة من الزلزال الذي ضرب المغرب هذه السنة، تحوّلت معظم المباني إلى غبار في وقت قياسي، وأُطلق على أغادير عندئذ لقب “المدينة الميتة”، بسبب الخسائر البشرية الهائلة فمثلا في منطقة تالبرجت لم ينج سوى 10 أشخاص من أصل خمسة آلاف نسمة.
أمطار 2001 في الجزائر ابتعلت في ساعة ونصف 800 جزائري
مر أكثر من عقدين على الأمطار الطوفانية التي مازالت أحداثها راسخة في أذهان الجزائريين، خصوصا سكان الحي العتيق باب الوادي الذي تكبد أثقل الخسائر البشرية و المادية، حيث هلك أكثر من 800 شخص غرقا في ظرف 120 دقيقة فقط من التساقطات المطرية التي لم تشهد لها الجزائر مثيل منذ أربعينيات القرن الماضي بحسب تأكيدات خبراء الأرصاد الجوية.
كانت السيول سنة 2001 تجرف، في طريقها من أعالي منطقة بوزريعة بالعاصمة إلى البحر، عشرات الضحايا والعديد من السيارات والشاحنات، وتؤكد بعض التقارير أن 100 شخص فُقدوا أيضا في السيول الضخمة، التي استمرت لنحو ساعة ونصف. وقدرت الخسائر المادية لأحداث “السبت الأسود” بـ 2.5 مليار دولار.
“عاصفة مطرية” الأسوأ في تاريخ تونس
لا يخلو تاريخ تونس من كوارث طبيعية خلفت خسائر مأسوية إذ تسبب سوء الأحوال الجوية سنة 1969 في حدوث زوبعة صحراوية ضخمة تلتها أمطار طوفانية أغرقت تونس ومواطنيها ووصفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية حينها ما وقع بالظاهرة النادرة في الأرصاد الجوية، مشيرة إلى أن أسبابها غير معروفة وخلفت هذه العاصفة المطرية مقتل نحو 542 شخص، واعتبرتها نيويورك تايمز حينها بـ”الأسوأ في تاريخ تونس”، إذ أغرقت أيضا أعدادا كبيرة من الماشية، ودمرت الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية.
ليبيا.. زلزال المرج في الستينات خلف خسائر كبرى لكن إعصار دانيال يعتبر الأسوأ في تاريخها
عام 1963، ضرب مدينة المرج في الشرق الليبي زلزال، بلغت قوته حوالي 5.3 درجة على سلم ريختر، حيث كان مركز الزلزال «قرية سيدي دخيل» قرب طلميثة، ما تسبب في وفاة 243 شخصاً وجرح المئات، واعتبر حينها من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها ليبيا في تاريخها المعاصر.
لكن إعصار دانيال يعدّ هو الأخطر وفق الخبراء والمحنة التي يمر بها الليبيون حاليا هي الأسوأ إذ قتل فيها ما يقارب 3000 شخص وهناك توقعات من قبل وزير الصحة تقول أن عدد الضحايا سيبلغ 10 آلاف شخص.
الجفاف في السبعينات قتل أعداد مهولة من الموريطانيين
عاشت منطقة الساحل بين 1960 و1980 موجات جفاف حادة تسبب في مجاعات لم تسلم منها موريتانيا فقد أدى جفاف أوائل السبعينات إلى نفوق 80 في المئة من الماشية بموريتانيا، كما قضى العديد من الأشخاص بسبب المجاعة.
ولا توجد أرقام دقيقة عن الضحايا الموريتانيين، لكن ذروة المجاعة في بلدان الساحل عام 1973 خلفت مصرع 100 ألف شخص وبحسب الباحث الأنثروبولوجي الأمريكي، توماس كي بارك، فإن “حصيلة المعاناة الإنسانية كانت هائلة” في هذا البلد المغاربي.