مستشارة نفسية: تعافي الأطفال من صدمة الزلزال تكون برعايتهم نفسيًا فور حدوثه
- المجموعات الداعمة مُهمة جدًا بالنسبة للأطفال ممن تعرّضوا لحادث زلزال
- اضطراب ما بعد الصدمة يُسبب تغييرًا في كيمياء الدماغ
مع وقوع الكوارث الطبيعية كما حدث في زلزال المغرب الذي خلّف أكثر من 2900 قتيلاً، وكذلك ليبيا التي تواجه تداعيات إعصار دانيال بعدما خلّف 5300 قتيل، يعد التركيز على الأطفال بأوقات حدوثِ الكوارث، ورعايتهم نفسيًا خشية إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة، أمرًا بالغ الأهمية.
وفي هذا السياق، أجرت “أخبار الآن” حوارًا مع مستشارة الصحة النفسية والمدير الأكاديمي لـ “آرت آند ساينس أكاديمي“، د. هبة شركس، للتعرف على كيفية مساعدة الأطفال على التعافي من عواقب وتأثير الزلزال وتحديدًا هؤلاء ممن فقدوا آباؤهم، وتسليط الضوء على دور المُجتمع المدني والأقارب تجاههم.
التعامل مع الأطفال بعد تعرضهم لكوارث
وإلى ذلك، قالت د. هبة، إن: “وقت حدوث المشاكل والكوارث الطبيعية، – أحيانًا -، ينشغل الكثيرون بعمليات الإنقاذ، دون إعطاء مسؤولية كافية لطمأنة الأطفال وإشعارهم بالأمان”.
وتابعت في تصريحاتٍ خاصة لـ “أخبار الآن”: “عندما لا نُولي أهمية لرعاية الأطفال نفسيًا، سيكونون أكثر عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة”، مشيرة: “إذا تم احتضان الأطفال والاهتمام بصحتهم النفسية وقت حدوث الأزمة والكارثة، سيسهل ذلك على نحوٍ كبير من عملية تعافيهم من أي اضطرابات”.
لكن شركس أكدت – في المقابل – أن: “الجميع بالتأكيد لديهم العذر الكافي عند وقوع الكوارث، حيث أن الانشغال بإنقاذ الأرواح يأتي في المقدمة”.
ولفتت شركس إلى أن: “المجموعات الداعمة مُهمة جدًا بالنسبة للأطفال ممن عانوا ومرّوا بنفس الظروف، كما تُساعد في فهم معاناة الأخرين بنفس عُمرهم، ومن ثم يتفهم أبعاد الوضع”، لافتة إلى أن: “توفير حياة مُستقرة للأطفال ينبغي أن يتصدر أولويات الحكومات والمؤسسات الدولية، حتى يُكون الأطفال مؤهلين بشكلٍ كاف لمواصلة تعليمهم وممارسة حقوقهم”.
رعاية الأطفال ممن فقدوا ذويهم بالزلزال
ولأن الكثير من الأطفال فقدوا آباؤهم في زلزال المغرب الذي بلغت أعداد ضحاياه أكثر من 2900 شخص منذ وقوعه الجمعة الماضية، سلّطت أخبار الآن الضوء على طرق التعامل الصحية مع هؤلاء تحديدًا، حتى يتم تأهيلهم بشكل سليم لمواجهة العالم.
وفي هذا الشأن، أشارت د. هبة شركس إلى دور الأقارب في تحقيق هذا الهدف، قائلة: “ينبغي تجميع الأطفال ممن مرّوا بالظرف ذاته، تحديدًا لو كانوا بمراحل عُمرية متقاربة، ما يجعلهم يفكّروا سويًا لكيفية بناء العالم والخروج من الأزمة”.
وتابعت: “على الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية أن تدعم وتضمن حصول هؤلاء الأطفال على حقوقهم، من مسكن ومأكل ومشرب وتعليم وحماية، وفرص في الحياة مثل باقي الأطفال، فهذه مسؤولية المجتمع المدني والدولي”.
كما نوهت: “يُمكن أن يخرج هؤلاء الأطفال – في حال رعايتهم فور الأزمة – بقوة وصلابة نفسية عالية، تجعلهم يواجهون الكثير من الأزمات بشكلٍ مرن، لكن ينبغي أن يتلقوا الدعم النفسي والاجتماعي والمادي أولًا”.
اضطراب ما بعد الصدمة
وفيما يخص أعراض وعلامات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، استعرضت د. هبة هذه العلامات بشكلٍ علمي: “يُعد من الاضطرابات النفسية التي تتسب في تغيير كيمياء الدماغ، وهو ما قد يدفع المصاب لتغيير ردود أفعاله تجاه الأشياء، حيث يشعر الشخص بخطرٍ شديد، ويبدأ الإنسان كذلك بالانفصال عن الواقع نوعًا ما والانعزال قليلًا”.
كما أشارت: “المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، يكون في حالة ترقب لخطرٍ وشيك، ويُعاني من الكوابيس”.
أعراض الاضطراب عند الأطفال
وفيما يخص الأعراض لدى الأطفال أشارت: “يكون الطفل متخوفاً، وقد ينتج عن اضطرابه تبولًا لا إراديًا، وانعدام الثقة لديه في المجتمع”.
وأوضحت: “من أجل يتفاعل الطفل المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، ينبغي بذل المزيد من الجهود حتى يتمكن من الانغماس في الواقع مجددًا”.
زلزال المغرب
وعلى الصعيد الميداني، تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 4 أيام، على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل.
فيما زار الملك محمد السادس مصابين بالمستشفى الجامعي في مراكش وتبرع بالدم تضامنا معهم.