الإمارات تطيح بعصابة دولية وتضبط 86 مليوناً و20 ألف قرص كبتاغون
كشفت عملية نوعية لشرطة دبي عن مخططات عصابة دولية إجرامية، وضبط واحدة من أكبر عمليات تهريب الكبتاغون على مستوى العالم في عملية أطلق عليها اسم “ستورم”.
وفي هذه العملية النوعية وعبر إجراءات الرقابة والمتابعة والاستدلال المُحكمة، استطاعت القيادة العامة لشرطة دبي أن تعصف بمخططات العصابة المُتخصصة في الإتجار بأقراص الكبتاغون المخدرة، وتمكنت من إلقاء القبض على 6 من أفرادها في حالة التلبس، وضبط 86 مليوناً و20 ألف قرص كبتاغون، تزن 13 طناً و763 ألفاً و200 كيلوجرام، تبلغ قيمتها السوقية 3 مليارات و870 مليوناً و900 ألف درهم.
وأوضحت القيادة العامة لشرطة دبي أن العصابة حاولت تهريب حبوب الكبتاغون بطريقة مُبتكرة بداخل 651 بابا مصنوعة بحرفية من الحديد السميك والخشب، وبداخل 432 لوح أثاث ديكور منزلي مصنوعة من مادتي الجراليك والخشب غالي الثمن، إلا أن جهود عناصر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات نجحت في الكشف عن طريقتهم الخبيثة للإخفاء المواد المخدرة، واستطاعت التعرف على مسار نقل الحاويات التي تحمل الأقراص وصولاً إلى ضبط المتورطين في محاولة التهريب الإجرامية.
اطلع الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير داخلية أن الإمارات بحكمة ورؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها المستمرة، ستبقى واحة للأمن وعنواناً للأمان، وستكون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن وسلامة المجتمع الإماراتي، مؤكداً أن الجهات المعنية في الدولة قادرة على تطويق وإحباط أنشطة العصابات ومروجي المخدرات وإفشال مخططاتهم الدنيئة، لتبقى الإمارات عصيّة على المجرمين وتجار السموم.
وحول العملية، أكد الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، حرص القيادة العامة لشرطة دبي بدعم وتوجيهات من الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على المشاركة الفاعلة في مكافحة كافة أشكال الجريمة المُنظمة العابرة للحدود، وإلقاء القبض على مرتكبيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، والعمل على تحقيق توجهات مجلس مكافحة المخدرات الهادف إلى مكافحة جلب وتهريب المخدرات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وقال الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي إن عملية “ستورم ” تعتبر واحدة من أهم العمليات التي نفذتها القيادة العامة لشرطة دبي، وأثمرت عن ضبط هذه الكمية الضخمة من الأقراص المخدرة بعد جهود كبيرة لجميع عناصر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الذين عملوا بكل جد لإحباط مخططات العصابة الإجرامية.
متابعة دقيقة
من جانبه، أشاد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، بجهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في تحقيق المزيد من النجاحات في كشف العصابات الإجرامية المُنظمة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن عملية “ستورم” ساهمت في حماية المجتمع من براثن السموم المخدرة وتبعاتها، مؤكداً في الوقت ذاته أن إلقاء القبض على 6 من أفراد العصابة جاء بعد مُتابعة مُستمرة ودقيقة لجميع تحركاتهم من قبل فرق العمل في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
تفاصيل عملية “ستورم”
وحول تفاصيل عملية “ستورم“، قال اللواء عيد محمد ثاني حارب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إن التفاصيل بدأت بتلقي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات معلومات عن وجود حاويات مشبوهة على متن إحدى سفن الشحن العملاقة، تسعى عصابة دولية مُنظمة إلى إدخالها للدولة ثم لنقلها إلى دولة أخرى، فوضعت الإدارة خطة عملٍ مُحكمة للتحقق من محتوى الحاويات.
وأشار إلى أن فريق العمل في مكافحة المخدرات وضع 5 حاويات تحتوي على أثاث من أبواب وألواح ديكورات ضمن نطاق الحاويات المشتبه بها من بين آلاف الحاويات على سفينة الشحن، ثم جرى فحص الحاويات بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين في جمارك دبي من خلال استخدام أجهزة الكشف بالأشعة السينية والاستعانة بالكلاب البوليسية، وأسفرت النتائج عن وجود حبوب الكبتاغون بداخلها.
وبيّن اللواء عيد محمد ثاني حارب أن فريق العمل استطاع تحديد هوية أحد أفراد العصابة ووضعه تحت المراقبة اللصيقة في كل أماكن تنقله، إلى أن حضر للميناء وقدم طلباً لاستخراج 3 حاويات من أصل 5 فتم إلقاء القبض عليه، موضحاً أن فرد العصابة أكد بأنه يسعى إلى نقل الحاويات لمنطقة صناعية وأن هناك من سيستلمها منه.
وأضاف: “قرر فريق العمل أن ينقل الحاويات وفقاً لما خططت له العصابة الإجرامية، وعند صولها إلى المنطقة الصناعية، تمكنت السلطات من إلقاء القبض على فردي العصابة الثاني والثالث المتورطين في نقل وتهريب الحاويات الثلاث الأولى”.
أما بخصوص الحاويتين الأخريين المتواجدتين في الميناء، فأكد العميد خالد بن مويزة نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن فريق مكافحة المخدرات وضعهما تحت المراقبة الدقيقة إلى أن جاء أحد الأشخاص بهدف تخليص أوراقهما الجمركية وبرفقته شخص آخر، فتم على الفور إلقاء القبض عليهما، ليعترفا بأنهما يسعيان لنقلهما إلى إمارة مجاورة.
ولفت العميد خالد بن مويزة إلى أن شرطة دبي نقلت بالفعل الحاويات وسط إجراءات أمنية مُشددة إلى وجهتها وفقاً للمسار الذي حددته العصابة الإجرامية، إلى أن حضر الشخص الذي سيستلهما فتم إلقاء القبض عليه، أثناء محاولته تنزيل الحاويات في مستودع بالاستعانة بعدد من العمال بعد دفع مبالغ مالية لهم.
وأكد العميد ابن مويزة أن شرطة دبي جمعت الحاويات الخمس، وعمل فريق مُختص على تفكيك الأبواب الـ 651 والـ 432 لوح أثاث باستخدام أحدث المقصات والأجهزة الهيدروليكية وإخراج كافة أقراص الكبتاغون من داخلها، واستمرت عملية إخراج المحتويات عدة أيام إلى أن تم جمع كافة الأقراص المخدرة.