جهود الإغاثة تستهدف المجتمعات التي تفتقر لمقومات الحياة بعد زلزال المغرب
منذ وقوع زلزال المغرب، ويقود الشباب المغاربة جهود الإغاثة في بلادهم، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، يستجيب متطوعون من أنحاء مدينة تارودانت وضواحيها لمناشدات لتقديم المساعدات للمنكوبين.
ومن خلال وسائل التواصل، يُنسق ناشطون جهود توزيع المساعدات لمئات المجتمعات التي تفتقر إلى مقومات حياتية ضرورية.
وتتولى سلاسل بشرية مهمة شحن منتجات الحليب وحفّاظات الأطفال والمربّى والملاءات، وتوجيهها عبر الشاحنات إلى قرى توجد في سلسلة جبال الأطلس.
وبحسب تقرير لـ “بي بي سي”، تسفر مثل هذه الجهود عن وصول المساعدات إلى المحتاجين بشكل أسرع من وصول المساعدات الرسمية في العديد من المناطق.
ويقول إلياس، ذو الـ 21 عاما، وهو يقوم بختم صندوق: “الناس في خطر. إذا لم نتحرك بسرعة بالغة، سيموت كثيرون”.
وتواجه الحكومة المغربية انتقادات بسبب الجدل القائم حول عدم استجابتها لاستقدام مساعدات من بعض الدول، من بينها فرنسا وألمانيا.
لكن أمينة، التي وصلت رفقة أختها من مدينة إنزكان، تقول إنها تحترم قرار الحكومة المغربية.
وتقول أمينة لبي بي سي: “حكومة بلادنا تعرف ما تفعل. إذا أردنا مساعدة، سنطلبها. الحكومة تعرف أكثر”.
ومع وصول التبرعات بكثافة، يتمثل التحدي الأكبر في تنظيمها وتنسيق توصيلها إلى خارج المدينة بأسرع وتيرة ممكنة.
وفي أنحاء مدينة تارودانت تدوي أصوات الشاحنات المحملة بالمساعدات في أثناء انطلاقها إلى قمم جبال الأطلس حيث القرى المنكوبة.
وعادة ما تُحدد الوجهة الأخيرة لكل شاحنة في آخر لحظة، وذلك بناء على طبيعة المناشدات الإغاثية الواردة.
وتعطَى الأولية للأماكن التي لم تتلق المساعدات بعد.
وتبدو المساكن الجبلية التي تضررّت أكثر من غيرها بسبب الزلزال كما لو كانت في كوكب آخر.
وتمتد قمم جبال الأطلس على بُعد النظر، وتضطر الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطع مسافات بعيدة عبر طرق رملية مليئة بالمنحدرات الخطيرة.
وفي قرية أوج ديمت، اندفع رجل للترحيب بشاحنة تحمل أغطية ومراتب وخيما، صائحاً لقائدها بتوجيهات من أجل الوقوف.
وسحق الزلزال هذه القرية بما عليها من 40 عائلة، تاركا إياهم يحتمون بظلال الأشجار، بعد انهيار منازلهم.
فقد يحيى إبراهيم ولديه المراهقين ليل الجمعة الماضية، مع وقوع الزلزال.
ويقول يحيى إنهما كانا على قيد الحياة بعد الزلزال، لكن لم يتمكن أحد من إنقاذهما.
ويضيف الآب المكلوم: “يفقد الناس أحبابهم في الكثير من البلدان، وهو ما يحدث هنا الآن. إنها مشيئة الله”.