أكثر من 3800 لقوا حتفهم في فيضانات ليبيا.. ونحو 30 ألف نزحوا بدرنة

عبّر أب ليبي عن حزنه العميق تجاه فراق نجله الوحيد الذي توفي غرقًا في السيول التي ضربت ليبيا منذ آيام، وخلّفت آلاف الضحايا وفقدان الآلاف.

وظهر الأب – وهو من مدينة درنة – في مقابلة مع قناة “المسار” الليبية بينما كان داخل أحد المشافي في طبرق، وقال: “نجلي مات.. ربي يتقبله برحمته”.

وعن اللحظات التي مات فيها نجله، قال الأب المكلوم: “كان نجلي في منزل صديقه، وذهبت لكي أعود به لمنزلنا، فدخل علينا السيل فجأة (سيل المياه الذي تسبب فيه انهيار سدود وادي درنة)”.

وتابع: “تمسكنا بسقف المنزل بعد أن رفعتنا المياه للأعلى، وبقينا على ذلك الحال لمدة نصف ساعة كاملة (…) أثناء ذلك قال لي ابني يا بوي سامحني يا بوي سامحني (…) قلت له أنا مسامحك أنا مسامحك”.

وبعدها، تمكن الإبن – وفقًا لرواية الأب – من السباحة لباب المنزل، ولكن جسمه خرج من باب المنزل بينما علق رأسه في الداخل.

يقول الأب باكياً إن ابنه “شُنق”، ويضيف الأب متحسراً منكسراً: “ظل ابني للصباح على ذلك الحال، وهو بجانبي مشنوق والله والله”.

والابن المتوفى هو الابن الوحيد للأب المكلوم الذي واصل حديثه “اسمه عطية، يدرس في الجامعة، وهو حبيب كل الناس”.

ويضيف، وعلامات الرضى بقضاء الله وقدره ظاهرة على وجهه: “أنا صابر على ما أصابني والله صابر”.

وأنهي الأب حديثه قائلاً: “ربي يوحد بلادنا من شرقها لغربها، ويلم شمل الليبيين”.

تداعيات عاصفة دانيال

ولقي أكثر من 3800 شخص حتفهم في الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد الأربعاء.

وقال الملازم طارق الخراز لوكالة فرانس برس إن سلطات الشرق الليبي أحصت إلى الآن مقتل 3840 شخصا تمّ دفن 3190 منهم، مشيرا إلى أن من بين الضحايا 400 أجنبي على الأقل غالبيتهم من السودانيين والمصريين.

فيما قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا الأربعاء في منشور على منصة إكس، إن ما لا يقل عن 30 ألفاً نزحوا في درنة، المدينة الأكثر تضرراً من العاصفة دانيال، وذلك في وقت أعلن فيه وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، سعد الدين عبد الوكيل، أن عدد قتلى الفيضانات التي اجتاحت عدداً من مدن وبلدات المنطقة الشرقية تجاوز 6 آلاف.