كارثة درنة أسفرت عن وقوع أكثر من 11 ألف قتيل وفق آخر التصريحات الرسمية
ليلة لم تسبقها واحدة أخرى في حجم الرعب منذ زمن طويل عاشها شرق ليبيا، الأمطار غزت البيوت، والضحايا بالآلاف، البحر ابتلع منهم ما ابتعله، ومن لم يُكتب في عداد الموتى، سُجّل اسمه من المفقودين.
تواصلت “أخبار الآن” مع إحدى الناجيات وتدعى “مودة عادل عنيبة”، التي أرسلت لنا فيديوهات تسرد لنا قصة “ليلة الرعب” في درنة قبل لحظات من أن يضرب الإعصار المدينة الليبية إلى ما بعد انكشاف حجم الكارثة، مرورًا بما عاشته هي ولعائلتها، وكيف كان المشهد آنذاك؟، والكثير من التفاصيل الأخرى.
"مودة" تروي معجزة نجاتها من فيضانات #درنة
"مودة ورحمة" كانتا في الطابق الرابع عندما بدأت المياه في الارتفاع .. وفي الظلام، سجلت صرخات.
ومع ضوء الصباح الأول.. قامت بتصوير المشهد، لقد انحسرت المياه، ولكن اختفت معها الشوارع والمدينة.. كان الناجون يحملون الجثث في الشارع@jenanmoussa pic.twitter.com/egIrtJNc9w— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 16, 2023
الشابة الليبية أرسلت لأخبار الآن فيديوهات مختلفة، منها ما يصور الوضع أثناء الكارثة ليلاً، وصولاً إلى الصباح، وانكشاف هول الفاجعة.
أثناء الليل، تظهر الفيديوهات حالة الهلع التي عاشتها عنيبة مع عائلتها، حيث كان صوتها مرتجفاً، ومن حولها يبني المطر سياجاً من الرعب، ليست تلك المطر الهانئة الهادئة، بل هي التي عمّرت الطوفان، الذي غمر المدينة وجرف أحياء كاملة.
ولّى الليل وحلّ الصباح، كانت الجثث تسيطر على المشهد، من لم يغرق لم يجده المحبون، ومن حالفه الحظ ونجا، كان حاملاً لجثث أحبائه، المشهد فظيع، يختزل ليلة مريبة، لا تسعف السطور الكاتب لتصويرها، وحده من عاشها يستطيع شرحها، وإن جاد في الحديث وأسهب، فلا شك، ستغالبه الدموع.
كارثة درنة ومناطق في شرق ليبيا أسفرت عن أكثر من 11 ألف ضحية بحسب آخر تصريحات الهلال الأحمر الليبي.
لذلك أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداء لجمع أموال تزيد عن 71 مليون دولار لتأمين مساعدة فورية إلى حوالى 250 ألف شخص هم الأكثر تضررًا جراء الفيضانات التي نتجت عن العاصفة “دانيال“، محذرًا من وضع “كارثي”.
وأوضحت الهيئة أنه بعد تدمير الكثير من الطرقات “تحض بلدية (درنة) السلطات على إقامة ممر بحري للمساعدة العاجلة وعمليات الإجلاء”، مقدرة عدد المتضررين مباشرة من الكارثة بحوالى 884 ألف شخص.
وأدّى تدفّق المياه ليل الأحد الإثنين إلى انهيار سدّين في مناطق بأعلى درنة، ما تسبب بفيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة بحسب ما أفاد سكان موضحين أن المياه تدفقت بارتفاع عدة أمتار.
ويقول السكان إن مئات الجثث لا تزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة.
وتكشف أعداد أكياس الجثث التي وزعت في المدينة عن حجم المأساة.
وأعلن منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث تخصيص عشرة ملايين دولار من صندوق طوارئ لضحايا الفيضانات، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة نشرت على الأرض “فريقًا كبيرًا لدعم الاستجابة الدولية وتمويلها”.
ووعدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكثير من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بإرسال مساعدات وباشرت فرق إسعاف أجنبية العمل بحثا عن أي ناجين محتملين.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه باشر تقديم مساعدة غذائية لأكثر من خمسة آلاف عائلة نزحت بسبب الفيضانات، موضحًا أن آلاف العائلات في درنة “بلا طعام ولا مأوى”.
بدوره قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار.
وأضاف لرويترز في درنة إن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أنه “كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا” جراء الفيضانات في شرق ليبيا.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إنه “كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية”، مشيرا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.