أكثر من 3 آلاف قتيل في فيضانات ليبيا.. وتحذيرات من خطر انتشار الأوبئة
لم يتمكن الأب الليبي حسن قصار من حبس دموعه، أثناء جلوسه بجوار منزله المُدمر والمغطى بالطين بمدينة درنة في ليبيا، الأكثر تضررًا من فيضانات ليبيا، حيث فقد قصار 4 من أبنائه جراء تلك الكارثة التي خلّفت أكثر من 3 آلاف قتيل فيما لا يزال الآلاف في عدّاد المفقودين.
وبدموعٍ مُنهمرة، تذكر قصار (69 عامًا) كيف فقد أبناؤه، مؤكدًا: “أنا وحيد الآن”.
ونجا الأب من الموت أثناء توجهه إلى مصر، لإجراء عملية طبية، قبل هطول الأمطار الغزيرة، وحدوث العاصفة الشديدة التي دمّرت مدينته.
وعاد قصار بعدما تلقى مكالمة هاتفية بشأن تعرض منزله لأضرار، لكنْه وصل ليكتشف أن أبنائه الـ 4 (ابنتان وولدان) لقو حتفهم مع حفيدته.
وقال قصار إنه كان من المفترض أن تتزوج بناته في أكتوبر/تشرين الأول، لكن تم دفنهن قبل وصوله.
وأضاف: “لقد ذهبت إلى مصر يوم الجمعة الماضية لإجراء عملية طبية، وتركت لبناتي بعض النقود وأخبرتهن أنني سأغادر قبلهن، حيث كان من المقرر أن يلحقن بي”.
وتابع: “غادرت يوم الجمعة، والأحد تلقيت مكالمة هاتفية من امرأة تقول لي: “حسن، هناك مشكلة في منزلك، وهذه المرأة هي عمة زوجتي الراحلة، لقد كنت وحيدًا منذ 16 عامًا، أقوم بتربية أطفالي، لقد شعرت بالقلق من مكالمتها الهاتفية في الساعة 11 مساءً، ولم أكن مرتاحًا لذلك قررت العودة إلى ليبيا”.
واستطرد: “اكتشفت أن ابني مات، وأن المنزل انهار عليهم، لم أتوقع أن يحدث ذلك من مجرد عاصفة.. وصلت إلى هنا وأخبرني الناس بما حدث يوم الأحد، وأن المياه غمرت المنزل، بينما كان أبنائي بالداخل، وظل أعمامهم يطلبون منهم الخروج، لكنهم لم يستطيعوا، وبدأت المياه تتدفق إلى المنزل من خلال النوافذ، وحاولوا الخروج من الخلف، لكن المياه غمرت المنزل”.
وواصل: “لا يحزنني فقط موتهم، يحزنني أنني غادرت ولم أتمكن من القيام بدوري.. أنا الآن وحدي وهذه هي النهاية”.
تداعيات الفيضانات
وضربت فيضانات هائلة الأسبوع الماضي المدينة الساحلية في شرق ليبيا، وأودت بحياة أكثر من 3000 شخص بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن المتضررين الذين بات 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن “فرقا من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض لتقديم مساعدات ودعم للمتضررين من الاعصار دانيال والفيضانات”.
لكنها حذرت من أن المسؤولين المحليين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة “يساورهم القلق بشأن خطر تفشي الأمراض، خاصة بسبب المياه الملوثة ونقص الصرف الصحي”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن ما لا يقل عن 891 مبنى دمر في مدينة درنة، التي قال عمدة المدينة إن: “20 ألف شخص ربما لقوا حتفهم فيها”.