زلزال المغرب.. مخاوف من أزمة صحية كبرى
معاناة وأزمة كبيرة يعيشها المدنيون الذين تتعرض مناطقهم لكوارث طبيعية.. وفي المغرب كانت الأزمة أكبر وأعظم وخاصة أن المناطق التي ضربها الزلزال جبلية ونائية وذات طرق وعرة وهناك صعوبة في إيصال المساعدات إلى المتضررين ما ينذر بحدوث كارثة صحية.
ففي مدينة أمزميز ابتكرت زينة مشغازي مغسلة من خلال وضع دلو زهري اللون وقطعة من الصابون على الأرض المغبرة وسط الأنقاض، وروت هذه المرأة بأنها “لم تستحم منذ سبعة أيام”.
وبعد مرور أكثر من أسبوع على وقوع الزلزال تكثر المخاوف من أن تشكّل الظروف المعيشية السيئة وقلة النظافة تهديدات جديدة للناجين.
وبقي الكثير من الناجين قرب قراهم المدمرة وهم ينامون الآن في ملاجئ مستحدثة وخيم بسيطة قدمتها خدمة الحماية المدنية المغربية.
ولاحقا، انشغلت مشغازي بالعجن لصنع الخبز فيما كانت تجلس على كرسي إلى جانب موقد في العراء، عندما انتهت، غسلت يديها بمياه غير معالجة من إبريق غير آبهة بأنه متّسخ وقالت “علينا أن نتأقلم” مع الظروف.
ومع وجود عدد قليل من المنازل التي صمدت وبقيت صالحة للسكن في أمزميز، أصبحت الحمامات والمراحيض العاملة تعدّ من الكماليات، وغالبا ما تكون مكتظة.
وأشارت مشغازي إلى قطعة أرض خالية قريبة حيث توفر الآن مجموعة من أشجار الزيتون وحدها الخصوصية لقضاء الحاجة.
جو متقلب
خلال النهار، تزيد درجات الحرارة في أمزميز عن 30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الليل ويحلّ برد قارس في المنطقة الجبلية.
وقالت رابعة منصور حاملة طفلها “الشتاء على الأبواب، الوضع صعب خاصة بالنسبة إلى الأطفال” مضيفة “ستكون المشكلات الناجمة عن الأمطار والبرد تحديًا”.
بدورها، قالت حسنا، وهي امرأة حامل لم ترغب في إعطاء اسمها الكامل، إنها مرعوبة. وأضافت “لم أفكر مطلقًا أنني سأنجب (طفلي) في هذه الظروف”.
وتابعت “ليس لدي الكثير من المياه وهناك صعوبة في قضاء الحاجة وأفضل ألا أفكر حتى في الطريقة التي سأتدبر فيها أموري. إن ذلك يوتّرني كثيرًا”.
وبالنسبة إلى سكان هذه المناطق الذين أصيبوا بجروح بالغة أو بإعاقات جراء الزلزال، فإن مسألة مرافق النظافة والخدمات الصحية مهمة جدًا.
يقبع سعيد يحيا في أحد مستشفيات مراكش منذ فقد ساقيه بعدما سحقتهما صخرة أثناء محاولته إنقاذ ابنه من منزلهما.
وروى لوكالة فرانس برس من سريره في المستشفى “أعيش في مكان ناء في الجبال. لا أعرف ماذا سيحل بي”.
المزيد من المساعدات
وقال مارتن غريفيث، منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة لصحافيين في جنيف، إنه يتوقّع أن يطلب المغرب المزيد من المساعدات قريبا من الأمم المتحدة.
وستكون هناك حاجة ملحة خصوصا إلى المياه النظيفة التي كانت شحيحة أصلا في بعض المناطق قبل الزلزال.
من جهته، قال فيليب بونيه، مدير الطوارئ في منظمة “سوليداريتيه إنترناسيونال” الفرنسية الخيرية في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس، إن المياه الملوثة “ناقل رئيسي للأمراض (…) من الإسهال إلى الكوليرا”.
وأضاف أن غياب النظافة قد يؤدي كذلك إلى مشكلات جلدية، كما أن البرد يسبّب أمراضا تنفسية مثل التهاب الشعب الهوائية.
وأرسلت المنظمة فريقا إلى المغرب مزودا معدات لاختبار المياه من بين أمور أخرى.