السلطات تنقل أفارقة جنوب الصحراء لمنطقة في صفاقس تسهل الهجرة وفق ما كشفته حقوقية لأخبار الآن

بعد تواجد أفارقة جنوب الصحراء لأشهر متتالية في قلب مدينة صفاقس، تحديدا في ساحة باب الجبلي تم توزيعهم على أماكن أخرى في ضواحي المدينة كالعامرة وعقارب، وتمت هذه العملية في سرية مع منع تصوير الصحفيين وقد حاولت مراسلة أخبار الآن تصوير الحدث وتنقلت للمكان الجديد الذي يتواجد به الأفارقة إلا أن السلطات في تونس منعت جميع الصحفيين من التغطية والتصوير لكن وفق ما رصدته مراسلة أخبار الآن كان يبدو على الأفارقة ملامح الخوف والرعب بعد نقلهم للمكان الجديد.

هذا وقامت السلطات بحملة أمنية واسعة النطاق، نفذتها وحدات وزارة الداخلية منذ يومين بولاية صفاقس، لتخلي بعد ذلك ساحة “رباط المدينة” من المهاجرين غير النظاميين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بشكل كلي، الذين كانوا يتجمعون بالمكان منذ ما يزيد عن شهرين كاملين ويتلقون المساعدات ووجبات الطعام اليومية في تلك المنطقة ووفق المعلومات التي حصلت عليها أخبار الآن تم نقل المهاجرين إلى منطقة ريفية في صفاقس تزدهر فيها عمليات صنع قوارب الهجرة وتنظيم عمليات العبور السري للحدود البحرية نحو أوروبا.

إخلاء ساحة في صفاقس من المهاجرين ونقلهم إلى موقع جديد.. وحقوقية تكشف حقيقة صادمة عنه

صورة للمهاجرين قبل نقلهم للمكان الجديد. (أخبار الآن)

وفي هذا الإطار تواصلت أخبار الآن مع الحقوقية بسمة أم الزين التي أكدت: “كنا نطالب الدولة بتوفير سكن تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة بكرامة وتتواجد فيه مرافق صحية لكن صدمنا بنقلهم لمكان آخر في ظروف أسوأ”.

إخلاء ساحة في صفاقس من المهاجرين ونقلهم إلى موقع جديد.. وحقوقية تكشف حقيقة صادمة عنه

الساحة التي تواجد فيها الأفارقة لأشهر خالية منهم الآن. (أخبارالآن)

وتابعت: “ما حدث لن يحفظ كرامة المهاجرين البشرية، كنا نأمل أن يتم جمعهم في مكان مغلق تتوفر فيه كل الإعانات وكانت هذه الطريقة ستسهل على الدولة القيام بتحديد هوياتهم وإعطاءنا معلومات عنهم كجنسياتهم وأعمارهم و حالتهم الاجتماعية”.

كما كشفت أن المهاجرين سيمرون بظروف أصعب في المكان الجديد الذي هو عبارة عن مكان ريفي مفتوح ومع اقتراب الشتاء والأمطار سيجدون أنفسهم وجها لوجه مع البرد كما أشارت إلى أن الوضع البيئي في المنطقة الجديدة خطر بسبب وجود فضلات كثيرة في المكان وهذا ما سيتفاقم بتدفق المهاجرين الجدد.

وذكرت الحقوقية أيضا أن المهاجرين يعيشون تحت الأشجار في منطقة صغيرة لا تتحمل أعدادهم الكبيرة كما أن هذه المنطقة تزدهر بصناعة قوارب الموت وقالت أم الزين: “كأن الدولة تشجع أفارقة جنوب الصحراء على الهجرة غير النظامية من خلال تقريبهم من المكان الذي تباع فيه القوارب وتسهل منه الهجرة”.

إخلاء ساحة في صفاقس من المهاجرين ونقلهم إلى موقع جديد.. وحقوقية تكشف حقيقة صادمة عنه

هذا واعتبر حقوقيون آخرون أن عملية نقل المهاجرين إلى منطقة ريفية يعتبر مواصلة لفصول معاناة أفارقة جنوب الصحراء التي انطلقت منذ أشهر ومع أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، قال في وقت سابق، إنّ المهاجرين يتلقّون “معاملة إنسانيّة نابعة من قيمنا ومن شيمنا”، متّهما “دوائر استعماريّة وعملاءها” بترويج عكس ذلك.

لكنّ منظّمات محلّية، من بينها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، اتّهمت السلطات التونسية بـ “خلق بيئة طاردة للمهاجرين” وتفتقد لمقومات العيش الكريم كما أكد الناطق باسم المنتدى أن “الخطاب الرسمي يتنكّر لحقيقة ما يحصل في صفاقس”.

للمزيد عن أفارقة جنوب الصحراء: