وزير الداخلية الليبي يؤكد لأخبار الآن أن المتسببين في كارثة درنة سيحاسبون
حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة جراء فيضانات خلّفت آلاف القتلى، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى “أزمة ثانية مدمرة”.
وضربت فيضانات هائلة الأسبوع الماضي المدينة الساحلية في شرق ليبيا، وأودت بحياة أكثر من 3000 شخص بينما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن المتضررين الذين بات 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.
و في حديثنا مع وزير الداخلية الليبي عصام أبوزريبة حول الأوضاع في درنة الليبية أكد أنه لم يتم إحصاء عدد المنازل المدمرة بل يتم التركيز على إنقاذ الناس وانتشال الجثث من البحار، فيما ذكر أن عدد الضحايا أكثر من 3500 وعدد المفقودين أكثر من 3500 وتوقع أن حصيلة الضحايا في درنة قد تفوق الـ 10 آلاف ضحية.
وأضاف أبوزريبة أن عدد السكان الذين تضرروا من السيل هم أكثر من 30 ألف نسمة، وقال “هناك العديد من العائلات جرفتها السيول إلى البحار وليس لدينا وقت لإحصاء هذه الأسماء، لأن لدينا أولوية انتشال الضحايا من تحت الركام”.
وحول وضع السد قبل انهياره قال الوزير “بالنسبة لانهيار السد، بالفعل منذ عام 2011 كانت هناك عقود لصيانة السدود مع شركات أجنبية، لكن لم تقم هذه الشركات بعمليات الصيانة، وهذا بسبب الانقسام السياسي والظروف السياسية التي تعيشها ليبيا منذ 2011 وحتى الوقت الحالي”.
وأكد الوزير على أنه لو كان هناك معلومات مسبقة حول وضع السد لكان هناك إمكانية لتخفيف حجم الأضرار”.
فتح تحقيق
حول هذا الموضوع قال وزير الداخلية الليبي لأخبار الآن: “النيابة العامة فتحت تحقيقا عاما لمعرفة الملابسات والمقصرين بهذا العمل، وعلى مستوى وزارة الداخلية تم تكليف رئيس الجهاز البحث الجنائي لتحديد المسؤولية، ونحن كوزارة داخلية لم تورد لنا أي انذارات حول انهيار السد، أو أنه متهالك ومعرض للانهيار، لذلك سيتم تحديد المسؤولية الكاملة للمقصرين وكل من له يد في الموضوع”.
تسببت عاصفة دانيال القوية شرقي ليبيا يوم 10 سبتمبر (أيلول) الجاري في مقتل الآلاف جراء السيول، التي أدت إلى انهيار المباني والطرق.
وانهار سدان في ميناء درنة، مما أدى إلى اكتساح المياه لمناطق واسعة من المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسط مخاوف من سقوط المزيد من القتلى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت أرقام متضاربة حول عدد القتلى جراء الفيضانات وحذر مراقبون دوليون من أن المناطق المتضررة من الفيضانات مهددة بحدوث “أزمة صحية عامة تتصاعد بسرعة”.
وهناك مخاوف متزايدة بشأن احتمال تفشي وباء الكوليرا، والذي يمكن أن يؤثر على الناجين. ورغم ذلك، نفى وزير الصحة عبدالجليل ذلك، مشيراً إلى عدم وجود وباء، ولفت إلى أنه لم يتم تسجيل حالات إصابة بالكوليرا في ليبيا منذ سنوات.