هزة أرضية في مصر.. ما حقيقة الفيديو؟

صباح الأربعاء في 20 أيلول/سبتمبر الجاري، وقعت هزّة أرضيّة بقوّة 4.5 درجات قرب مدينة مرسى مطروح الواقعة في غرب الساحل المصريّ الشمالي.

بعد ذلك بساعات، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر لحظة وقوع الهزّة ويصوّر حالة الذعر بين سكّان المدينة.

يبدو الفيديو وكأنّه مصوّر في ساعات الصباح الأولى، مع وجود عدد قليل من المشاة في الشارع.

وتُسمع أصوات صراخ من بعيد، ويُرى الأشخاص الظاهرون في الفيديو وهم يهرولون.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر لحظات وقوع “الزلزال الذي ضرب مرسى مطروح”.

هل يُظهر هذا الفيديو هزّة أرضيّة في مصر حديثاً؟

صورة ملتقطة من الشاشة في 22 أيلول/سبتمبر 2023 من موقع فيسبوك

قبل ظهور هذه المنشورات بساعات، وقعت هزّة أرضيّة بقوّة 4,5 درجات على بعد أكثر من 200 كيلومتر من مدينة مرسى مطروح، بحسب ما قالت السلطات المصريّة المعنيّة بمراقبة الزلازل.

وتثير هذه الظواهر الطبيعيّة اهتماماً متنامياً منذ الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في شباط/فبراير الماضي، وصولاً إلى زلزال المغرب وفيضانات الشرق الليبي في الأيام الماضية.

وفي هذا السياق، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يصوّر حالة ذعر بين سكان مدينة مرسى مطروح أثناء وقوع الهزّة.

عناصر مثيرة للشك

لكن عدداً من العناصر الظاهرة في الفيديو جعلت صحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس يشكّون في صحّة ما قيل عنه.

فالأشخاص الظاهرون في الفيديو يرتدون ثياباً شتويّة، ما يثير الشكّ في أن يكون مصوّراً حالياً.

ومن جهة أخرى، قالت الشبكة القومية لرصد الزلازل أن الهزّة وقعت عند الساعة الرابعة والنصف فجراً، أما الفيديو فيبدو مصوّراً نهاراً أو في ساعات الصباح الأولى على الأقلّ، وليس فجراً.

حقيقة الفيديو

لم يرشد التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على محرّكات البحث سوى إلى فيديوهات مشابهة على موقع تيك توك، ليس فيها أي شرح مفيد.

لكن بعد تحديد بعض مجالات البحث ساعد في تقصي مصدر المقطع، فوجود سيارات تحمل لوحات صفراء يقترح إمكانيّة أن يكون الفيديو مصوّراً في مدينة بور سعيد، حيث تكثُر السيارات ذات اللوحات الصفراء (الخارجة من المنطقة الحرّة).

من جهة أخرى، يحمل أحد الفيديوهات في أسفله تاريخ 10/1/2023 بخطّ صغير جداً.

مع تحديد هذا التاريخ وافتراض أن المكان هو مدينة بور سعيد، أرشد التفتيش على موقع كراود تانغل عن كلمة “بور سعيد” إلى أخبار في مؤسسات إعلاميّة محليّة عن توقيف السلطات الأمنيّة المصريّة مطلوباً للعدالة وُصف بأنّه خطير.

وبالفعل، أمكن البحث وفقاً لهذه المعطيات الجديدة (بور سعيد – توقيف – اعتقال – مجرم + التاريخ المحدّد) إلى الفيديو نفسه، ولكن بنسخة أطول، منشوراً في وسائل إعلام في كانون الثاني/يناير الماضي.

ويظهر في النسخة الأطول رجل مسلّح في الشارع، وحالة الذعر التي سببها.

ويومذاك، أوقفت الأجهزة الأمنيّة في بور سعيد رجلاً “شديد الخطورة” مطلوباً في “قضيّة جنائيّة” أطلق النار عشوائياً فأصاب شخصين بجروج، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية آنذاك.