القيروان تستقبل مئات آلاف الزوار في ذكرى المولد النبوي
تتميز تونس باحتفاء أهلها بذكرى المولد النبوي الشريف، وتعد القيروان أول مدينة شهدت أول احتفال في تاريخ البلاد عام 1329 هجريا.
وكانت هذه المدينة عاصمة الأغالبة الذين حكموا في القرن التاسع، وبالتالي كانت مركزا الفتوحات الإسلامية في جميع أنحاء المغرب العربي.
وتحتضن القيروان منذ 6 سنوات احتفالات ضخمة بهذه المناسبة الدينية جعلتها قبلة مئات الآلاف من الزوار من داخل تونس وخارجها.
وقد واكبت “أخبار الآن” احتفالات هذه السنة التي كانت تعج بالناس وبالعروض المتنوعة والأسواق الممتدة في كل شوراع وأزقة المدينة.
والتقت “أخبار الآن” بعدد من المحتفلين والزوار ومن بينهم الشابة سارة عمار التي قالت إن “هذا المكان جميل جدًا وأنا أحب كثيرا الأجواء الروحانية في القيروان لأنها تبهج الروح وأنا سعيدة جدا لمواكبتي هذا الاحتفال وإن شاء الله دائما مجتمعين وفرحين”.
والتقت “أخبار الآن” أيضًا بعدد من الزوار من مختلف دول المغرب العربي من بينهم شابة جزائرية تحمل اسم أريج بالهادف التي جاءت رفقة عائلتها لتونس خصيصا من أجل الاحتفال بذكرى المولد في القيروان.
وقالت أريج: “أنا جزائرية أتيت من قسنطينة إلى القيروان لأني أحبها كثيرا ذهبت إلى أماكن عديدة في هذه المناسبة لكنها لم تعجبني وفي المقابل أنا منبهرة بالقيروان”. مضيفةً :”أنا أحب تونس كثيرا وتحيا تونس وتحيا الجزائر لأننا أخوة ودم واحد”.
لم تكن عائلة أريج، العائلة الجزائرية الوحيدة في المدينة إذ تعج ساحات القيروان بالجزائريين الذين اعتادوا تمضية هذه المناسبة الدينية بتونس ومن بينهم مسعي عبد الجليل الذي جاء أيضا رفقة عائلته.
وأضاف قائلا: “الأجواء في القيروان مميزة في ذكرى المولد النبوي الشريف وفي رمضان كذلك، كل سنة أزور القيروان لحضور هذه الاحتفالات والمهرجانات التي تتميز بها هذه الولاية وما يعجبني هو الطابع الاسلامي بالتحديد ونحن نحظى بترحيب كبيرا جدا من إخواننا التونسيين”.
لا يقتصر الاحتفال على الزوار فقط إذ أن أبناء مدينة القيروان أيضا يخرجون خلال هذه المناسبة من أجل مشاركة الزوار بهجتهم بالمناسبة السعيدة.
وفي هذا الإطار، قالت آلاء متهني وهي من القيروان: “قمنا بتنظيم المهرجان ونستقبل الزوار بالآلاف كل سنة من كل الدول الأجنبية والعربية، في الحقيقة القيروان تتميز بالهدوء في الأيام العادية لكنها تتزين بأجواء الاحتفالات في الأعياد الدينية”.
وتابعت: “أنا أشعر بالسعادة حين تكون مدينتي مليئة بالبهجة وأكون فخورة حين يقبل عليها العديد من الناس الذين يعجبون بتقاليدنا وتراثنا”.
يقدر البعض من منظمي مهرجان المولد النبوي الشريف أعداد الزوار بمئات الآلاف ويرجحون أن عددهم هذه السنة تجاوز المليون شخص.
وفي هذا السياق صرح أحد منظمي الاحتفالات، الهادي السبوعي: “لقد تعبنا واجتهدنا في تنظيم هذه الاحتفالات، منذ أشهر ونحن نستعد عن طريق الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشخاص تعمل بالساعات على المنتوجات القليدية، تعبنا لكن إقبال الناس وسعادتهم يسعدنا، لأننا فعلنا كل هذا من أجلهم”.