عصيدة الزقوقو.. أكلة المولد في تونس
لا تتوقف احتفلات التونسيون في كل سنة عند إحيائهم ذكرى المولد النبوي الشريف بالاحتفال به في مدينة القيروان التي تعتبر قطب احتفالات المولد ولا تقتصر على المساجد والزوايا الصوفية التي تتزيّن وتفتح أبوابها لاستقبال الناس، إنما تمتد مظاهر الاحتفال إلى المطابخ التونسية التي ينطلق فيها قبل أيام إعداد “عصيدة الزقوقو” وهي عادة غذائية تناقلها الأجيال جيلا بعد جيل.
هذا وتصنّف أكلة عصيدة الزقوقو ضمن الأكلات الفاخرة في تونس وخارجها إلا أن ترويج هذه الأكلة وثقافتها خارج تونس لا يزال محدودا.
وتوجد هذه العصيدة فقط في تونس، البلد الوحيد الذي يستهلكها، وتستخرج من ثمرة “الصنوبر الحلبي”، وبحسب المؤرخ عبد الستار عمامو، ظهر استعمال “الزقوقو” بداية القرن العشرين، وتتصدر عصيدة “الزقوقو” لائحة الأكلات في الاحتفال بعيد المولد النبوي في معظم المناطق بينما تحتفظ بعض المناطق في الجنوب التونسي بعادة “العصيدة البيضاء” المكونة من القمح، والتي تزيّن بالعسل والسمن.
وتستلزم هذه الأكلة لتحضيرها المكسرات، وعلى الرغم من الشكوى في كل عام من ارتفاع الأسعار، فإن الإقبال على شرائها وإعدادها لا يتوقف أبداً، معتبرة في ذلك منفعة اقتصادية لكثيرين من المزارعين في مناطق الشمال والوسط الغربي التي تنتشر فيها زراعة أشجار “الصنوبر الحلبي”.
وبحسب المؤرخ عبد الستار عمامو في تقارير سابقة فإن استعمال “الزڨوڨو” وهو مستخرج من ثمار الصنوبر الحلبي، قد ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
ويؤكد ذات المؤرخ أن اللجوء إلى استعمال هذه المادة الغابية تم خلال سنوات الجفاف التي تلت ثورة علي بن غداهم سنة 1864 وانتشرت خلالها المجاعة.