العثور على قاصر محتجزة ومكبلة من رقبتها في تونس
تولّى مندوب حماية الطفولة في تونس بولاية سوسة التعهّد بوضعيّة فتاة تبلغ من العمر 14 سنة تعرّضت للعنف والاحتجاز منذ 28 أوت 2023 واتّخاذ الإجراءات الحمائيّة لفائدتها، حسب بلاغ صادر عن وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ.
وقد تمّ العثور على الضحيّة القاصر مقيّدة بسلسلة وقفل حديديين على مستوى الرقبة بمنزل والدها الذي تقطنه صحبة شقيقها بعد طلاق والديها ووفاة الأم وتزوّج والدها بثانية. وتولى مندوب حماية الطفولة بولاية سوسة إعلام قاضي الأسرة قصد الإذن بالتدابير الحمائيّة المناسبة وفقا لما تقتضيه مصلحة الطفل الفضلى.
وقد رفضت الطفلة مواصلة العيش بمنزل والدها وتمّ إيواءها بمؤسسة رعاية مختصّة ووضع الطفلة الضحيّة وشقيقها محلّ تعهّد نفسي ووفق إحدى جارات هذه العائلة فقد صرحت لأخبار الآن أن الطفلة كانت تتعرض للعنف وسوء المعاملة من قبل زوجة أبيها.
وفي هذا الإطار تمّ بالتنسيق مع النيابة العموميّة اصطحاب والد الضحيّة لمقر فرقة العنف ضد المرأة والطفل بالجهة لاتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة وأذنت النيابة العموميّة بالاحتفاظ بالأب وزوجته.
هذا وأصدرت تونس سنة 2017 قانونا يتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة، وصفه حقوقيون بأنه “مميز جدا على المستوى النظري” لكنه صعب التطبيق.
وارتفعت في تونس حالات العنف ضد المرأة خلال العام الجاري، حيث كشفت إحصائيات عن تسجيل أكثر من 3000 حالة عنف ضد المرأة منذ بداية العام الجاري ويمثل العنف الزوجي والعائلي 74% من حالات العنف ضد المرأة المبلغ عنها، تدعو الأرقام إلى دق ناقوس الخطر إزاء انتشار هذه الظاهرة، التي لم تعد مجرد حالات معزولة.
وتتداخل أسباب ودوافع هذه الظاهرة رغم وجود قوانين تحمي المرأة تعزّزت بعد الثورة، فيما يردّها كثيرون إلى غياب محاسبة المعتدين وضعف التوعية وعدم إبلاغ النساء عن الاعتداءات خوفًا من نظرة المجتمع إليهن في أحيان كثيرة.