بعد خطاب قيس سعيد.. خبير اقتصادي يكشف لأخبار الآن حاجة تونس لمساعدات الاتحاد الأوروبي
عبر قيس سعيّد في آخر خطاب له عن رفضه لإعانات الاتحاد الأوروبي معبرًا عن غضبه منه، وفي هذا الإطار تواصلت أخبار الآن مع الخبير الاقتصادي، معز حديدان الذي شرح أسباب هذا الرفض وتداعياته.
وقال: “أنا لا أرى أن تونس رفضت المساعدات، هي رفضت ربما طريقة الاتحاد الأوروبي الذي ركز على النقطة التي تخص الهجرة ولكن هناك مذكرة تفاهم تخص العديد من نقاط التفاهم الأخرى وهذا ما جعل ربما تونس تؤجل الزيارة للمفوضين الأوروبين لأن تونس تريد أن يقع تطبيق كل ما جاء في مذكرة التفاهم”.
وتابع الخبير: “تونس تعي جيدًا أن الاتحاد الاوروبي عليه مساعدتها وهي في الحقيقة محتاجة للمساعدات الأوروبية وحتى لو قامت بتأجيل زيارة وفد ففي نهاية المطاف الاتحاد الأوروبي سيكون موجودًا”.
كما أكد حديدان على أن الدولة التونسية لا يمكنها أن ترفض صراحة المساعدات الأوروبية ولو كانت غير مقتنعة بهذا الاتفاق لما كانت وقعت على مذكرة التفاهم منذ البداية لكن من الممكن أن الرئيس قيس سعيد كان يقصد في عتابه للجهات الأوروبية الـ60 مليون يورو المتعلق بمكافحة الهجرة لكن البرنامج بأكمله الذي يخص الاتحاد الأوروبي وتونس فهو حسب تصريحات ميلوني هو برنامج متكامل يتضمن 800 مليون يورو وربما سيمدد على سنتين أو ثلاث سنوات.
وشدد حديدان مرة أخرى:”تونس في حاجة إلى هذه المساعدات المقدرة بـ 800 مليون يورو والرئيس كان يقصد برفضه المبالغ الموجهة لإعانة الحد من الهجرة وهو يتحدث على 67 مليون يورو تقريبا فقط”.
هذا ويتواصل التوتر بين تونس والجانب الأوروبي إذ قال الرئيس التونسي قيس سعيّد في تصريح، مساء الاثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية نبيل عمّار، وتعليقًا على علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي وخاصة العرض الأخير الذي قدّمه الاتحاد لدعم ميزانية الدولة في تونس ومقاومة الهجرة غير النظامية، إن “تونس التي تقبل بالتعاون لا تقبل بما يشبه المنّة أو الصدقة فبلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف بل لا يقبل به إذا كان بدون احترام”.
وتابع، في بيان للرئاسة التونسية، “ترتيبًا على ذلك، تونس ترفض ما تمّ الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الاتحاد الأوروبي، لا لزُهد المبلغ فخزائن الدنيا كلها لا تساوي عند شعبنا ذرة واحدة من سيادتنا، بل لأن هذا المقترح يتعارض مع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في تونس ومع الروح التي سادت أثناء مؤتمر روما في يوليو الفارط الذي كان بمبادرة تونسية إيطالية”.