تحت شعار “الصحافة ليست جريمة” ندد الصحفيون في تونس بالانتهاكات التي يتعرضون لها
انطلقت فعاليات المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين التونسيين الذي يستمر يومين تحت شعار “الصحافة ليست جريمة” ومن المقرر أن يتم انتخاب المكتب التنفيذي يوم السبت وندد أبناء هذا القطاع بالانتهاكات التي يتعرضون لها بشكل متكرر في تونس وكشف بعضهم لأخبار الآن ما تعرضوا له خصوصا بعد مسار 25 يوليو.
وكشف نقيب الصحفيين التونسيين، مهدي الجلاصي: “أنا كنقيب للصحفيين تعرضت إلى تتبعات قضائية واليوم لدي قضية تتعلق بالتحريض على العصيان وقضية أخرى متمثلة في هضم جانب عمومي و لدي قضية متعلقة بالمرسوم 54 التي فيها عقوبة سجنية”.
وتابع: “هناك تحديات خطرة لحرية الصحافة والتعبير وتهديدات جدية للصحفيين ووسائل الإعلام، اليوم لدينا في تونس أكثر من47 صحفي لديهم محاكمات وتتبعات قضائية منهم 3 صحفيين موجودين في السجن ومنهم من لديه حكم سجن لمدة 5 سنوات في قضية خليفة الڤاسمي وهو الآن على ذمة التحقيق”.
وفي ذات السياق، صرح العضو في نقابة الصحفيين التونسيين، زياد دبار: “الوضعية مقلقة وخطيرة لأننا نتحدث عن 3 زملاء صحفيين داخل السجن هناك من هو مسجون بحكم قضائي قاس، ويعتبر أول حكم في تاريخ الجمهورية التونسية تقريبا وهناك من هو مسجون بالمرسوم 54 وهناك أيضا زميلتنا شذى التي تمت محاكمتها دون التمتع بأدنى شروط المحاكمة العادلة ويوميا يرتفع سقف التهديدات لحرية التعبير في تونس”.
كما علقت عضوة نقابة الصحفيين التونسيين، سوار عمايدية: “أنا تعرضت شخصيا للعنف وبما أني رئيسة فرع نقابة الصحفيين بالجنوب الغربي فأنا أيضا أواكب يوميا اعتداءات الصحفيين، كل يوم يخبرني صحفي بتعرضله للهرسلة والاعتداء اللفظي والمادي”.
وأضافت: “للأسف مازلنا نتعرض لهذه الإعتداءات، كل يوم خاصة الصحفيين الذين يشتغلون في الميدان، لماذا كل هذه التضييقات؟ لماذا كل هذه الإعتداءات؟”.
كما التقت “أخبار الآن” مع الصحفية منية العرفاوي التي وقفت في وقت سابق أمام فرقة القرجاني بمقتضى شكاية مقدمة ضدها من طرف وزير الشؤون الدينية، وقالت في نفس الإطار: “تعرضت بما يسميه بعض رجال القانون عملية إنقضاض قانوني بمعنى أن تحشرك السلطة في زاوية قضايا متتالية وكل مرة أنت تمثل أمام فرقة أمنية في البحث في قضية ما، مرة مقال مرة أخرى تدوينة وكل ذلك بشكل متتالي”.
وتابعت: “وضعوني في سياق من الهرسلة المتواصلة ومن التهديد المبطن بالعقوبة وهذا طبعا له أثاره النفسية وهذا يؤثر على الأداء المهني للصحفي يؤثر كذلك على نفسيته حيث يشعر بكونه مستهدف بشكل مباشر”.
أما الصحفي الاستقصائي، معز الباي: “تحولت تونس إلى سجن كبير ومعتقل واسع للصحفيين سواء كان ذلك من خلال محاكمة جائرة أو من خلال سن تشريعات قاتلة للحرية على غرار المرسوم 54 مثلا”.
لم تتوقف الانتهاكات على الصحفيين فقط بل طالت أيضا المصوريين الصحفيين إذ صرح المصور زياد الجزيري: “دعونا نقول أن المصور الصحفي هو أكثر إنسان يتعرض للانتهاكات لأن أغلبية عمله عمل ميداني ولأنه أكثر شخص متصل مع المتفرج، ومع الأمني، بالإضافة إلى المتظاهر ويكون دوما في الواجهة وأغلب الانتهاكات – انتهاكات مهنية وليست بإعتداءات جسدية”.
هذا وتشهد تونس تراجعا على مستوى حرية التعبير وفق المنظمات الحقوقية وقد دعا رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، مهدي الجلاصي، على هامش انطلاق أشغال المؤتمر السادس للنقابة، الذي ينعقد تحت شعار “الصحافة ليست جريمة”، إلى إطلاق الصحفيين الموقوفين وإلغاء العمل بالمرسوم عدد 54.