هجوم حماس.. منشورات مضللة اجتاحت الإنترنت
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من المنشورات المضللة بشأن هجوم حماس عى إسرائيل، الذي وقع فجر أمس السبت.
يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يزعم ناشروه أنّه لآليات تابعة للجيش الإسرائيلي تخلي قواعد جويّة في محيط قطاع غزّة المحاصر حيث تنفّذ حركة حماس هجوماً واسع النطاق يتضمن إطلاق صواريخ وعمليات تسلل ومعارك على الأرض.
إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بالمواجهات التي اندلعت صباح اليوم بل هو منشورٌ قبل أسابيع.
تظهر في الفيديو آليات ضخمة تنقل طائرات عسكريّة على طريقٍ تسلكه سيارات مدنيّة وتظهر فيه لافتة كتب عليها بالعربيّة والعبريّة “عرعرة” و”عراد” (مدن عربيّة في النقب جنوب إسرائيل).
وجاء في التعليق المرافق لهذه المشاهد التي نشرتها أيضاً وسائل إعلاميّة أنّها تظهر إخلاء الجيش الإسرائيلي لقواعد جويّة خشية اقتراب مقاتلي حماس منها.
ويأتي تداول هذا الفيديو في وقت تنفذ فيه حركة حماس منذ فجر السبت عملية مباغتة ضدّ إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة وتنفيذ عمليات تسلل في محيط القطاع.
إلا أنّ المقطع المتداول عن نقل طائرات من قواعد جويّة لا علاقة له بالمواجهات الحاليّة قرب غزّة.
فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى المقطع نفسه منشوراً في حسابات عدّة على تطبيق “تلغرام” قبل أسابيع إلى جانب مقطعٍ ثانٍ يظهر معدّات عسكريّة أخرى.
وتعود أقدم نسخة عثر عليها صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إلى 13 أيلول/سبتمبر 2023، وجاء في التعليق المرافق أنّها لمشاهد مصوّرة في جنوب إسرائيل قرب النقب.
إسقاط حماس مروحيتين إسرائيليتين
آلاف المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لمروحيتين عسكريتين اثنتين أسقتطهما حركة حماس بعد بدئها عملية مباغتة السبت ضدّ إسرائيل.
إلا أنّ الادعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة مجرّد مشهدٍ من لعبة ARMA 3 الإلكترونية.
يظهر الفيديو مروحيتين تحلّقان في الهواء قبل أن تتعرّضا لما يبدو أنه قصف وتسقطا.
وجاء في التعليقات المرافقة “الرجال في فلسطين كأنّهم يصطادون العصافير”، مع وسم “طوفان الأقصى” للإشارة إلى اسم العملية التي أعلنت عن بدئها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس صباح السبت.
إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بكل ذلك، ويبدو أقرب إلى مشاهد الألعاب الإلكترونيّة.
على ضوء ذلك، أرشد التفتيش باستخدام كلمات مفتاح، إلى الفيديو منشوراً قبل أيّام من بدء الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل على قناة في موقع يوتيوب متخصصة بنشر مقاطع من ألعابٍ إلكترونيّة.
وقد جاء في النص المرافق له أنّه يعود للعبة ARMA 3 وهي من ألعاب الفيديو العسكريّة التي تسمح للاعبين بتعديل عناصر اللّعبة من شخصيات وأماكن وسيناريوهات، لمحاكاة بعض العمليات الحربية.
هتافات في المسجد الأقصى
بعد الهجوم المفاجئ الذي نفّذته السبت حركة حماس على إسرائيل وتضمّن إطلاق صواريخ وعمليات توغّل وأسر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يُظهر تجمّعاً حاشداً وهتافات في ساحة مسجد قبّة الصخرة في المسجد الأقصى.
إلا أنّ الفيديو قديم والصوت المرافق له مركّب.
يصوّر الفيديو حشوداً من الناس في ساحة مسجد قبّة الصخرة ويُسمع هتاف “لبّيك يا أقصى”. وأشار مشاركو الفيديو إلى أنّه مصوّر في “السابع من تشرين الأول/أكتوبر”، في إشارة إلى أنّ التجمّع تلا الهجوم المفاجئ الذي نفّذته السبت حركة حماس في إسرائيل.
إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بكلّ هذه التطورات.
فقد أرشد البحث إلى الجزء الأوّل منه (الملتقط نهاراً) منشوراً على حساب مصوّر فلسطينيّ في إنستغرام في 18 نيسان/أبريل 2023، تزامناً مع إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.
View this post on Instagram
كما يمكن العثور على الجزء الثاني من الفيديو (الملتقط ليلاً) في حساب المصوّر نفسه على إنستغرام في التاريخ نفسه.
View this post on Instagram
ويمكن العثور على نسختي الفيديو (ليلاً ونهاراً) على حساب المصوّر في تيكتوك أيضاً.
إلا أنّ هذه المشاهد تخلو من صوت الهتافات المسموع في المقطع المتداول.
يرشد التفتيش لرصد أصل الصوت باستخدام كلمات مفتاح مثل “لبيك يا أقصى” إلى أنّه مأخوذ من مقطع فيديو منشور في تموز/يوليو 2017 عبر يوتيوب على أنّه لمسيرة للشعب الأردني في العاصمة عمّان.
مواجهات بين حماس وإسرائيل
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لتبادل إطلاق نار في محيط قطاع غزة.
إلا أنّ الفيديو في الحقيقة لا علاقة له بهذه العمليّة بل هو مصوّر في المكسيك عام 2017.
يظهر الفيديو جنوداً يخرجون من آلية عسكريّة ويطلقون النار بكثافة.
وجاء في التعليق المرافق “عاجل مشاهد للاشتباكات العنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة”.
إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.
فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إليه منشوراً في مواقع إخباريّة عدّة غالبيّتها ناطقة بالإسبانيّة قبل سنوات.
وجاء في التعليقات المرافقة أنّ الفيديو يصوّر مواجهة بين السلطات المكسيكيّة وتجّار مخدّرات في مدينة ريو برافو في ولاية تاموليباس شمال المكسيك على مقربة من الحدود مع الولايات المتحدة، في آب/أغسطس 2017.
هروب مصلين يهود خلال هجوم حماس الأخير
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لهروب إسرائيليين كانوا يؤدون طقوساً دينيّة في القدس على خلفيّة اندلاع حرب جديدة السبت بين قطاع غزة وإسرائيل.
إلا أنّ الفيديو في الحقيقة منشورٌ قبل أيّام من ذلك.
يظهر الفيديو جمعاً بملابس تقليديّة يهوديّة يركضون في أحد الشوارع.
وجاء في التعليق المرافق: “عاجل هروب المستوطنين من حائط البراق ومحيط المسجد الأقصى المبارك بعد انطلاق صافرات الإنذار”.
إلا أنّ الفيديو المتداول ليس ملتقطاً خلال المواجهات، بل قبلها بأيّام.
فالبحث باستخدام الكتابة العبريّة الظاهرة عليه باللون الأزرق يرشد إلى الفيديو نفسه منشوراً في حسابٍ على موقع تيك توك قبل أربعة أيّام، ما ينفي صلته بالمواجهات التي اندلعت صباح السبت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
@benytoker1 #חסידים #רבי #חג #סוכות #הכותלהמערבי #Jerusalem #ירושלים #sukot #Rabbi#religious #thewesternwall WesternWall
وأرفق الفيديو بوسم عيد المظلات (سوكوت) الذي احتفل به اليهود في القدس قبل أيّام.
ويسمع مصوّر الفيديو وهو يقول بالعبرية ما ترجمته “كلّ المتديّنين الذين يخرجون الآن من ساحة المبكى مع الحاخام ومع كتب التوراة. كلهم يخرجون الآن من الحائط الغربي. هكذا تبدو مشاهد العيد “.