تقرير لنيويورك تايمز يكشف دور إيران في تدريب وتسليح حماس لشن هجومها على إسرائيل
شنت حركة حماس، في السابع من أكتوبر الجاري، هجوماً مفاجئا داخل إسرائيل وفي محيط قطاع غزة، ما طرح تساؤلات حول كيفية حصول حماس على الأسلحة وحجم قوتها البشرية.
وشهدت العملية المباغتة استخداماً مكثفاً للصواريخ بالتزامن مع هجمات بمسيرات وزوارق بحرية وطائرات شراعية، فضلاً عن خطة، تشير إلى تطور في أداء التنظيم المسلح بلغ ذروته في الهجوم.
ورغم أن حركة حماس لا تكشف عادةً معلومات بشأن ترسانتها العسكرية الخاصة، إلا أن التقارير الدولية تقدر أن حماس تمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ المصنعة داخل القطاع.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز تتمتع إيران بتاريخ طويل في تدريب وتسليح مجموعات التابعة لها في المنطقة، من غزة إلى لبنان والعراق وسوريا وهي تدعم حماس عسكريا وساعدتها في تصميم وإنتاج نظام صاروخي محلي وصواريخ تضاهي القدرات والمواد المتاحة في غزة والذي فرضت عليه إسرائيل حصارا على مدى السنوات الستة عشر الماضية.
وخلال العام الماضي، كانت هناك دلائل واضحة على أن إيران ووكلائها يستعدون لاتخاذ نهج أكثر شراسة تجاه إسرائيل.
وقد سافر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني مرارًا وتكرارًا إلى لبنان لعقد جلسات سرية مع قادة حماس وحزب الله.
خلال العام الماضي، عمل قاآني على تنسيق وتوحيد جميع وكلاء إيران، وفقًا لتصريحات لمحللين إيرانيين مطلعين على عمل الحرس الثوري في البلاد.
ويشرف إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، على شبكة الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
أما حسن نصر الله، زعيم حزب الله فقد عقد اجتماعاً عبر الإنترنت لمدة ساعة في مارس/آذار مع مجموعة من قادة الميليشيات المدعومة من إيران، وطلب منهم الاستعداد لحرب مع إسرائيل ذات نطاق واسع بما في ذلك الهجوم البري وهو ما من شأنه أن يمثل حقبة جديدة.
هناك روايات متضاربة حول ما إذا كانت اللقاءات قد نتج عنها الهجوم الذي نفذته حماس الأسبوع الماضي، والذي خلف 1300 قتيل إسرائيلي وزعزع الأمن في البلاد.
وقال بعض المطلعين على العملية إن دائرة ضيقة من القادة من إيران وحزب الله وحماس ساعدوا في التخطيط للهجوم الذي بدأ قبل أكثر من عام وتم تدريب المسلحين. وتستند هذه الرواية إلى تصريحات من ثلاثة إيرانيين تابعين للحرس الثوري، وإيراني مرتبط بالقيادة العليا، وسوري مرتبط بحزب الله.
فيما تقول مجموعة أخرى إن إيران كانت متورطة في هجوم حماس وقد قال علي بركة، وهو مسؤول كبير في حماس مقيم في بيروت: “كان تنفيذ الهجوم كله من حماس، لكننا لا ننكر مساعدة إيران ودعمها”.
وقد نفى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، علناً أن تكون بلاده قد لعبت أي دورفي الهجوم رغم إشادته وغيره من القادة الإيرانيين بالهجوم.
وقال خامنئي هذا الأسبوع في أول خطاب متلفز له منذ الهجوم: “أولئك الذين يقولون إن الملحمة الأخيرة هي من عمل غير الفلسطينيين أخطأوا في حساباتهم”.
وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاء إقليميون رئيسيون إنهم لم يعثروا على دليل في جمع المعلومات الاستخبارية على أن إيران ساعدت بشكل مباشر في التخطيط للهجوم.
وقد جمعت الولايات المتحدة العديد من المعلومات الاستخبارية التي تظهر أن القادة الإيرانيين الرئيسيين فوجئوا بها، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الأشخاص الذين عادة ما يكونون على علم بالعمليات التي تشارك فيها حماس.
من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن “المخابرات الإسرائيلية ليس لديها أي معلومات تفيد بأن إيران هي التي بادرت أو شاركت أو ساعدت بشكل مباشر في الهجوم المروع”. “ومن ناحية أخرى، سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن الموجودين في طهران استيقظوا صباح السبت وتفاجأوا بسماع أخبار الهجوم”.
قد يستغرق الأمر أشهراً أو سنوات لمعرفة كل ما تم التخطيط له في الهجوم، ولماذا فشلت الاستخبارات الإسرائيلية المتطورة في كشفه.