قيس سعيد يرفض دعمهم المالي.. والاتحاد الأوروبي يتمسك باتفاق الهجرة
يتواصل الجدل في تونس وخارجها حول العلاقات المتوترة بين تونس والجانب الأوروبي، قال سفير الاتّحاد الأوروبي في تونس، ماركوس كورنارو ردا عن مدى تأثير رفض الرئيس التونسي، قيس سعيد للمساعدات المالية الأوروبية على مسار اتفاق الهجرة بين الجانبين، “من جهتي لا أرى أي تهديدات لاتّفاق الشراكة المبرم بين الجانبين الذي أخذ طريقا للتنفيذ”.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قال بداية الشهر الجاري إنه يرفض دعما ماليا أعلن عنه الاتحاد الأوروبي قبل أيام، مشيرا إلى أن المبلغ زهيد، ويتعارض مع الاتفاق الموقع الصيف الماضي مع الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، بيّن سفير الاتحاد الأوروبي أهمية التعاون بين الجانبين الأوروبي والتونسي في مجال دعم قدرات البحث العلمي والهياكل المنتجة للمعرفة الاقتصادية في تونس من خلال مشروع savoir eco الذي تم إطلاقه اليوم بمعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج.
هذا وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد، في وقت سابق رفضه المساعدة المالية التي قرر الاتحاد الأوروبي منحها لبلاده في إطار اتفاق لمكافحة الهجرة غير الشرعية، معتبرا أن هذه الأموال “الزهيدة” تكاد تكون “صدقة”، وتتعارض مع الاتفاق الذي أبرمه الطرفان في تموز/يوليو.
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت في 22 أيلول/سبتمبر أنها ستبدأ “بسرعة” بصرف الأموال المنصوص عليها بموجب الاتفاق الذي أبرمته مع تونس للحد من تدفق المهاجرين من هذا البلد على القارة العجوز.
وأوضحت المفوضية يومها أنه من بين إجمالي المساعدات البالغة قيمتها 105 ملايين يورو، المنصوص عليها في اتفاق مكافحة الهجرة غير الشرعية، سيتم “صرف نحو 42 مليون يورو بسرعة”.
ويضاف إلى هذا المبلغ 24.7 مليون يورو منصوص عليها في إطار برامج جارية.
وقال سعيّد إن “تونس، التي تقبل بالتعاون، لا تقبل بما يشبه المنة أو الصدقة، فبلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف، بل لا يقبل به إذا كان دون احترام”.
وأضاف، بحسب ما نقلت عنه الرئاسة في بيان، أنه بناء على ذلك، فإن “تونس ترفض ما تم الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح خلال استقباله وزير الخارجية نبيل عمار، أن سبب هذا الرفض “ليس زهد المبلغ (..) بل لأن هذا المقترح يتعارض مع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في تونس، ومع الروح التي سادت في أثناء مؤتمر روما في تموز/يوليو الفارط، الذي كان بمبادرة تونسية-إيطالية”.