معاناة متواصلة لسكان غزة مع أزمة المواد الغذائية والمياه
أصرّ آلاف من سكان غزة على البقاء وسط الركام وفيما تبقى من منازل في المناطق المدمرة، وتشبثوا بالحياة عبر القليل من الزاد والمياه ومتطلبات المعيشة في حدها الأدنى، رغم الحرب البشعة في غزة التي منذ نحو أسبوعين.
يتدفق الفلسطينيون، بعض السكان وبعضهم نازح، على سوق خان يونس لتخزين ما لا يزال متوفرا، مع تفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة يوما بعد يوم.
وقال التجار إنه في ظل النقص الحاد في الكهرباء والإمدادات الأساسية مثل المياه والغذاء والوقود والموارد الطبية، فإن السلع في سوق خان يونس تستنزف بسرعة.
رامز بربخ بائع في سوق خان يونس في غزة قال: “إذا نظرت إلى ما بقي، فهي مجرد كمية قليلة من البضائع، لا تكفي إلا لعدد قليل من الأطفال. لأن هناك بعض السلع التي تتطلب الطبخ ولا يمكن بيعها للناس، كما لا يوجد مياه صالحة للشرب ولا أدوات الطبخ المتوفرة من غاز أو كهرباء، نعيش في حالة دمار شامل لكل البنى التحتية لبيوتنا، سواء تلك التي ما زلنا نعيش فيها أو تلك التي دمرت فوق رؤوسنا أو تلك التي هجرنا منها مع العلم أن أغلب أهلنا من وادي غزة شمالاً (غزة) نزحوا إلى الجنوب بسبب القصف والدمار والقتل والتعذيب”.
أما وسام أبو عكر وهو بائع في سوق خان يونس يقول: “لقد نفدت أشياء كثيرة، مثل الدقيق، والأهم من ذلك أن النوع المصري، الذي كان رخيصًا ليشتريه الناس، لم يعد متوفرًا، والنوع الباهظ الثمن لا يزال متاحًا. وكذلك المعلبات، مثل الفول، التي نفدت بالكامل من المخزون”. وكذلك معلبات اللحوم، بدأ الناس بشراء أنواع بديلة لم يعتادوا على شرائها، إذ لم تعد الأنواع الجيدة متوفرة، والعدس نفذ من المخزون، أما الفول فلم يبق منه إلا كمية قليلة، والقمح والفول السوداني. الشعير نفاد المخزون”.
كميات محدودة من الخبز
وتشهد المخابز تكدساً يومياً منذ ساعات الصباح الباكر من قبل الرجال والنساء والصغار وكبار السن للحصول على كميات محدودة من الخبز تكفي لسد رمق وجبات اليوم الواحدة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع وتواصل حالة الحصار الخانقة.
ولا يسمح أصحاب المخابز بإعطاء الفرد غير نصف ربطة من الخبز زنتها ما يقارب كيلوغراماً واحداً، حتى يتسنى إعطاء أكبر قدر من العائلات.
ولا توجد إحصائية لعدد المخابز التي توقفت عن العمل بفعل الحرب، لكن العاملة منها قليلة جداً.
وشهدت بعض المناطق مثل مدينتي رفح وخان يونس قيام الفلسطينيين أنفسهم بالاعتماد على أفران “الطين” القديمة لتوفير الخبز وتوزيعه داخل الأحياء أو على المدارس التي يوجد فيها النازحون الفلسطينيون من بقية المدارس في محاولة لتعزيز صمود ذويهم.