مساع دولية حثيثة لتعليق القتال بين إسرائيل وحماس لإيصال المساعدات إلى غزة
تتواصل الجهود والدعوات الدولية لوقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل قصفها للقطاع الذي يعيش فيه الفلسطينيون في ظروف مروعة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن 704 فلسطينيين، بينهم 305 أطفال، قتلوا يوم الثلاثاء، وهو ما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه أعلى عدد ترد أنباء بشأنه في يوم واحد منذ نشوب الصراع قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.
I reiterate the Secretary General's call for an immediate humanitarian ceasefire to ease the epic human suffering in #Gaza.
If we are to prevent any further descent into this humanitarian catastrophe, dialogue must continue.
My remarks at the #UNSC today https://t.co/O862V61COH
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) October 24, 2023
وشنت إسرائيل ضرباتها على غزة بعد أن هاجم مقاتلو حماس بلدات بجنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1400 شخص معظمهم من المدنيين.
ويسعى زعماء العالم إلى منع امتداد الصراع عبر منطقة رئيسية لإمدادات الطاقة العالمية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا هاتفيا يوم الثلاثاء واتفقا على توسيع نطاق الجهود الدبلوماسية “للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ومنع اتساع رقعة الصراع”.
سمو #ولي_العهد يتلقى اتصالاً هاتفياً من فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جرى خلاله بحث التصعيد العسكري الذي تشهده غزة حالياً والجهود المبذولة بشأنها.https://t.co/NXeGfDbYPB#واس pic.twitter.com/KoDVdzFWO1
— واس الأخبار الملكية (@spagov) October 24, 2023
في غضون ذلك، اشتدت الاشتباكات الدامية بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وتجددت المصادمات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وتدعم إيران، التي تسعى إلى فرض هيمنتها الإقليمية منذ عقود، كلا من حزب الله وحماس، وحذرت إسرائيل وطالبتها بوقف هجومها على غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أُطلقا أيضا من سوريا، حليفة إيران، مضيفا أن طائراته قصفت بنية التحتية وقاذفات موتر تابعة للجيش السوري يوم الأربعاء ردا على ذلك.
In response to rocket launches from Syria toward Israel yesterday, IDF fighter jets struck military infrastructure and mortar launchers belonging to the Syrian Army.
— Israel Defense Forces (@IDF) October 24, 2023
ولم يقدم الجيش المزيد من التفاصيل. ولم يتهم الجيش السوري بإطلاق الصاروخين اللذين تسببا في انطلاق صفارات الإنذار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
فيما قال الجيش السوري إن ثمانية من جنوده قتلوا فجر الأربعاء في قصف جوي إسرائيلي استهدف عدة نقاط عسكرية في محافظة درعا في جنوب البلاد.
مصدر عسكري: حوالي الساعة ١.٤٥من فجر اليوم نفذ العدو الإسرا**ئيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاٌ عدداً من نقاطنا العسكرية في ريف #درعا ما أدى إلى ارتقاء ثمانية شهداء عسكريين و إصابة سبعة آخرين بجروح إضافة إلى وقوع بعض الخسائر المادية
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) October 25, 2023
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة على فلسطينيين أطلقوا النار على قواته خلال مداهمة بمدينة جنين في الضفة الغربية في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء. وذكر مسؤولون فلسطينيون أن ثلاثة أشخاص قتلوا في الضربة الجوية الإسرائيلية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أيضا بأنه استهدف خلية من غواصي حماس كانوا يحاولون دخول إسرائيل عن طريق البحر بالقرب من تجمع زيكيم السكني.
وكانت الولايات المتحدة قد نصحت إسرائيل بتأجيل الهجوم البري المزمع، بينما تحاول واشنطن إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة، والذين يزيد عددهم عن 200 رهينة.
لكن عندما سئل بايدن عما إذا كان يحث إسرائيل على تأخير اجتياحها البري، قال للصحفيين “الإسرائيليون يتخذون قراراتهم بأنفسهم”.
وفي نيويورك، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني لمجلس الأمن يوم الثلاثاء إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مخطئ في تحميله إيران مسؤولية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف “التزامنا بالسلام والاستقرار الإقليميين يظل ثابتا. الولايات المتحدة هي من أجج الصراع بانحيازها المعلن إلى المعتدي على حساب السكان الفلسطينيين الأبرياء”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن ما لا يقل عن 5791 فلسطينيا لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، من بينهم 2360 طفلا.
— وزارة الصحة – فلسطين (@MOH_PR) October 24, 2023
مقترحات أمريكية وروسية متنافسة
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، دخلت ثماني شاحنات محملة بالمياه والغذاء والدواء إلى غزة قادمة من مصر. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما يزيد على 20 ضعفا من الإمدادات الحالية لسكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وفي الأمم المتحدة، طرحت الولايات المتحدة وروسيا خططا متنافسة بشأن المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. فقد دعت واشنطن إلى هدنة بينما تريد روسيا وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وتعتبر الهدنة بشكل عام أقل رسمية وأقصر من وقف إطلاق النار.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن “العالم كله يتوقع من مجلس الأمن دعوة لوقف سريع وغير مشروط لإطلاق النار”.
وتدعم الدول العربية بقوة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسط دمار واسع النطاق للمباني في غزة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للمجلس “تابعنا بأسف عجز المجلس الموقر مرتين عن إصدار قرار أو حتى نداء بوقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
"إن حماية المدنيين لا يمكن أبداً أن تسمح باستخدامهم كدروع بشرية. وإن حماية المدنيين لا تعني إصدار الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب،
حيث لا مأوى ولا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه."
–الأمين العام @antonioguterres pic.twitter.com/6HrhoC19Pn
— الأمم المتحدة (@UNarabic) October 24, 2023
وقال مسؤول أمريكي كبير “على الرغم من أننا لا نزال نعارض وقف إطلاق النار، فإننا نعتقد بأن فترات الهدنة الإنسانية المرتبطة بتسليم المساعدات تستحق الدراسة (خاصة وأنها) لا تزال تسمح لإسرائيل بالقيام بعمليات عسكرية للدفاع عن نفسها”.
وقود المستشفيات ينفد
يقول الأطباء في غزة إن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات تظهر عليهم علامات المرض الناجم عن الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي بعد فرار أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم في القطاع إلى ملاجئ مؤقتة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة إكس من أنها ستوقف عملياتها في غزة مساء يوم الأربعاء بسبب نقص الوقود.
الوقود سينفد لدى الأونروا في #غزة مساء غد الأربعاء، بما سيجبرها على وقف عملياتها وتوزيع المساعدات على المحتاجين لها.
"وفقا لوزارة الصحة، قُتل أكثر من 5000 شخص في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، منهم 2,055 طفلا". https://t.co/rFTSBISAXB
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) October 24, 2023
ومع ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي مجددا أمس أنه سيمنع دخول الوقود لمنع حماس من الاستيلاء عليه. واقترح أن تطلب الأمم المتحدة من حماس إمدادات الوقود، قائلا “اطلبوا الوقود من حماس فعلّكم تحصلون على بعضه”.
وقال ثلاثة دبلوماسيين ومصدر في المنطقة على دراية بالمحادثات إن الوسطاء القطريين يحثون حماس على تسريع وتيرة إطلاق سراح الرهائن ليشمل النساء والأطفال، والقيام بذلك دون توقع تنازلات إسرائيلية.
وتقود الدولة الخليجية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، محادثات وساطة مع حماس وإسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربع رهائن هم أم وابنتها تحملان الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية يوم الجمعة وامرأتين مدنيتين إسرائيليتين يوم الاثنين.