إسرائيل تقصف شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الخميس أن قواته البرية نفذت “عملية محددة الهدف” شمال قطاع غزة، وهاجمت عدة أهداف تابعة لحركة حماس قبل أن تنسحب، فيما وصفت الإذاعة الإسرائيلية التوغل بالكبير نسبياً.

وأظهر مقطع فيديو للعملية الليلية أصدره الجيش مركبات مدرعة تتقدم عبر منطقة حدودية رملية، وشوهدت جرافة وهي تقوم بتسوية جزء من ضفة مرتفعة، كما شوهدت دبابات تطلق القذائف، فذلا عن انفجارات بالقرب من مبانٍ متضررة.

وقال البيان العسكري الذي نشر على الإنترنت إن التوغل تم “استعدادا للمراحل القتالية التالية” في إشارة محتملة إلى الغزو واسع النطاق الذي هدد به القادة الإسرائيليون في إطار حربهم لتدمير حماس.

وأضاف البيان العسكري أن “الجنود غادروا المنطقة منذ ذلك الحين وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية”.

وبدأت اسرائيل توغلات برية مع دخول الحرب التي فجرها هجوم مسلحين من حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر أسبوعها الثالث، ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي التوغل الذي وقع يوم الخميس بأنه الأكبر حتى الآن.

ومما يعكس المخاوف من اتساع دائرة الحرب في غزة، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل وافقت على تأجيل الغزو البري للقطاع حتي يتم نشر أنظمة دفاع جوي أمريكية في المنطقة هذا الأسبوع لحماية القوات الأمريكية.

وردا على سؤال عن التقرير، قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن واشنطن عبرت عن مخاوفها لإسرائيل من أن إيران والجماعات المدعومة من طهران قد تسهم في تصعيد الصراع من خلال مهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط،  وأضافوا أن التوغل الإسرائيلي في غزة قد يكون بمثابة حافز لوكلاء إيران.

حرب غزة.. إسرائيل تتحدث عن توغل بري "كبير نسبياً"

استعدادات الغزو

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم قطاع غزة، وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري “سنواصل الضربات في غزة من أجل تحقيق أهداف الحرب، فكل ضربة تقوينا وتحسن وضعنا قبل المراحل المقبلة من الحرب”.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان أذاعه التلفزيون إن إسرائيل “تستعد لغزو بري. ولن أتحدث عن الموعد أو الكيفية أو العدد”.

حرب غزة.. أكثر من 6500 قتيلاً فلسطينياً وإسرائيل تتحدث عن توغل بري "كبير نسبياً"

وتحتشد الدبابات والقوات الإسرائيلية على الحدود مع غزة في انتظار الأوامر، حيث استدعت إسرائيل 360 ألفا من جنود الاحتياط.

وتتزايد الضغوط الدولية لتأخير أي غزو لغزة لأسباب ليس أقلها قضية الرهائن.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ويقدر عددهم بنحو 220 رهينة، يحملون جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة، ويُعتقد أن العديد منهم من مزدوجي الجنسية الحاملين للجنسية الإسرائيلية.

وأذكت الحرب في غزة بالفعل صراعا خارج الأراضي الفلسطينية، حيث قصفت طائرات حربية إسرائيلية بنى تحتية للجيش السوري ردا على صواريخ أطلقت من سوريا، كما استهدفت إسرائيل مطار حلب السوري وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان.

وتسعى إيران إلى الهيمنة الإقليمية منذ عقود وتدعم جماعات مسلحة في سوريا ولبنان وغيرهما بالإضافة إلى حماس، وطالبت إسرائيل بوقف هجومها على غزة.

فشل مساع مجلس الأمن

وفي الأمم المتحدة، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يدعو إلى وقف مؤقت للأعمال العدائية للسماح بتوصيل المزيد من الأغذية والمياه والأدوية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الفلسطينيين.

وقدمت روسيا اقتراحا منافسا يدعو إلى وقف إطلاق النار على نطاق أوسع، لكنها فشلت في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة لتمريره، وعارضت إسرائيل المقترحين قائلة إن حماس لن تفعل شيئا سوى استغلال الفرصة وخلق تهديدات جديدة للمدنيين في غزة.

6500 قتيل

مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، يقول سكان إن الفلسطينيين يدفنون جثث القتلى مجهولي الهوية في مقابر جماعية مستخدمين الأرقام بدلا من الأسماء، هذا وتستخدم بعض العائلات الأساور للتعرف على أحبائهم إذا ما قُتلوا.