مبادرات في تونس لدعم الطلبة الفلسطنيين بعد انقطاع الإمدادت المالية عنهم بسبب قصف البنوك
تعددت المبادارات الداعمة للشعب الفلسطيني بعد الأحداث الأخيرة في غزة ومن بينها مبادرة تهدف إلى مساندة الطلاب الفلسطنيين الذين يدرسون في جامعات تونس، وانقطعت عنهم الإمدادات المالية بسبب الحصار الذي يتعرض له القطاع.
في هذا الإطار تواصلت أخبار الآن مع عدد من الطلبة الفلسطنيين الذين كشفوا ملامح الأزمة ومن بينهم ممثل اتحاد طلبة فلسطين في تونس وعضو في لجنة أزمة التي شكلتها سفارة دولة فلسطين، عبد الرحمن الشنطي الذي قال إن “الوضع الحالي في قطاع غزة انعكس على الكل في الداخل والخارج، فقصف البنوك والاتصالات يعني أنه تم عزل غزة عن العالم، وكثير من الطلاب تضرروا هنا لأنهم كانوا يحصلون على حوالات مالية من أهاليهم في القطاع.”
وتابع الشنطي قائلا: “الآن نتحدث عن 21 يوم منذ بداية الحرب، ومنذ اليوم الأول انطلقت فيه الأزمة قام اتحاد الطلبة وسفارة دولة فلسطين بتشكيل خلية أزمة لإدارة هذه المسألة والوقوف بجانب الطلبة وهذا أقل واجب تفعله السفارة واتحاد طلبة فلسطين لحل هذه الأزمة وتعزيز صمود الطالب الفلسطيني.”
وكشف الشنطي أنه تم فتح حساب بنكي باسم السفارة وتم فتح صندوق للطلاب الفلسطينيين لتلقي الدعم لتعزيز صمودهم في تونس ومواصلة دراستهم. هذا وتفيد بيانات رسمية من سفارة دولة فلسطين في تونس بأن 550 طالباً يدرسون في جامعات تونسية، بينهم 200 طالب من قطاع غزة.
وفي ذات السياق صرح الطالب الفلسطيني، محمد زقوت بأن “أغلب الشباب الموجودين في تونس تم قصف منازلهم، ومنهم من نزح من الشمال إلى الجنوب، كما تم قصف البنوك التي ترسل منها عائلاتنا المصاريف للعيش، وهذا يؤثر سلبا على جميع الطلاب وخاصة نفسيا ويؤثر على تحصيلهم الدراسي.”
هذا وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تونس جملة إجراءات تهدف إلى مساندة الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعات تونس، وجدّدت الوزارة دعوتها لكافة مكوّنات القطاع إلى المشاركة في حملة التبرّع الوطنية لجمع مساعدات للشعب الفلسطيني والطلاب الفلسطينيين بتونس بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي.
وقد كانت أخبار الآن مواكبة لعملية جمع الهلال الأحمر للمساعدات والتقت بمدير الجمعية أنس الحكيم في صفاقس والذي قال إن “الهلال الأحمر التونسي يعد المنظمة التونسية الوحيدة التي كلفها رئيس الدولة التونسية للإشراف على الحملة الوطنية لجمع التبرعات المادية والعينية لمساعدة الشعب الفلسطيني بغزة وكلها مساعدات عينية، حيث يوجد فيها أدوية، ومواد غذائية، ومواد طبية وشبه طبية.”
وأضاف الحكيم بأنه “توجد أيضا مبادرة تدعو طلبة الطب الفلسطينيين الذين يدرسون في كلية الطب في صفاقس للمشاركة في جمع المساعدات وذلك لتشجيعهم وإعطائهم دفعة معنوية، كذلك لتبليغهم رسالة بأننا معهم وما نقوم بهم ما هو إلا واجب الشعب التونسي وواجب الهلال الأحمر التونسي الذي ينسق يوميا مع الهلال الأحمر الفلسطيني.”
كما صرح الناشط في المجتمع المدني مراد بوعتور بأنه “لا يوجد أحد لم يتبرع للهلال الأحمر التونسي وأشجع وأنادي أن نقدم يد المساعدة للطلبة الموجودين في تونس، فبما أن المعاملات البنكية ستكون شبه مستحيلة يجب أن نكون سندا لهم في هذا الظرف الصعب ونحاول أن نوفر لهم عملا بمقابل خلال فترة وجيزة.”
هذا وتقود الولايات المتحدة مفاوضات مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة في محاولة لوضع آلية قادرة على الصمود لتوصيل المساعدات إلى غزة ودخلت شحنات محدودة من الغذاء والمياه والعقاقير لغزة منذ الأسبوع الماضي، لكن لم يُسمح بدخول الوقود لأن إسرائيل تخشى من تحويل شحنات الوقود إلى حماس، وكانت آخر دفعة خامسة من المساعدات الإغاثية دخلت غزة عبر معبر رفح، محملة بمواد غذائية ومستلزمات طبية، ليصل إجمالي الشحنات التي عبرت إلى غزة 62 شاحنة منذ الأسبوع الماضي.