حزب تونسي تعليقا على فرار المساجين: تونس مازالت تعيش تحت تهديد الخلايا الإرهابية
أثارت حادثة فرار 5 إرهابيين خطرين من سجن المرناقية في تونس جدلا كبيرا وخوفا أكبر في تونس بعد أن أعلنت وزارة الداخلية التونسية الثلاثاء 31 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023، عن فرار 5 عناصر إرهابية، من بينهم “متهمين في عملية اغتيال محمد البراهمي وشكري بلعيد وعناصر أخرى من أخطر الإرهابيين“.
هذا وعلقت أحزاب تونسية على هذه الحادثة وقالت، إنّه لا يمكن الحديث عن “هرب” المساجين قبل استكمال الأبحاث، لافتة إلى أنّ فرضية “تهريبهم” تبقى مطروحة بقوّة، وفق تقديرها إذ وقد أكد حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (شق منجي الرحوي)، من جهته، على أن تونس “لا تزال تعيش تحت تهديدات الخلايا الإرهابية” وفق نص البيان.
وورد في بيان الحزب أنه “يُعتقد أن الأمر قد لا يكون متعلقًا بمجرد هروب بل بعملية تهريب كبيرة تكشف مدى اختراق المجموعات الإرهابية لبعض أجهزة الدولة وتورط وتواطؤ البعض الآخر معها”.
ودعا الرحوي في البيان الممضى باسمه، إلى ضرورة فتح تحقيق جدي بهدف كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة كل من قد يكون تورط في عملية التهريب هذه سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
كما دعا الحزب عموم التونسيين وكل قواه الوطنية السياسية والمدنية إلى مزيد من الوحدة واليقظة في مواجهة الإرهاب وكل محاولات إرباك البلاد، وفق نص البيان.
على الجانب الآخر اعتبر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (شق زياد الأخضر)، أنّ الحزب “بصفته قائمًا بالحق الشخصي ضد هؤلاء الفارين في قضية اغتيال أمينه العام الشهيد شكري بلعيد، أن توصيف ما حدث بكونه فرارًا، هو استباق للبحث ويستبعد فرضية القيام بتهريب هذه العناصر ويضيّق نطاق التحقيق في الحادثة ليحصره في حدود التقصير والإهمال بما يتناقض مع أبجديات أعمال التحقيق” وفق نص البيان.
وفي ذات السياق أفاد حزب التيار الشعبي وفق بيان أصدره، “أمام خطورة هذه العملية وفداحتها”، وفق وصفه، أنّ عملية الفرار تحوم حولها عديد الشبهات وهي “فضيحة وجريمة في الآن نفسه” في حق البلاد وأمنها القومي وشهدائها، محمّلًا وزارتي العدل والداخلية المسؤولية كاملة عن هذه العملية.
وقال التيار الشعبي إن فرار العناصر المورطة في عملية اغتيال الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد ليس إلا “حلقة جديدة من حلقات المؤامرة الكبرى التي حيكت لاغتيالهما وما تلى ذلك لسنوات طويلة من محاولات طمس الحقيقة والإفلات من العقاب وهذا دليل على مدى نفوذ الجهات التي وقفت وراء العملية”.
هذا وتباينت تعليقات التونسيين على هذه الحادثة بين من عبروا من خوفهم من فكرة أن هؤلاء الإرهابيين أحرار ويجولون في تونس دون أن يتم إلقاء القبض عليهم لحدود هذه اللحظة وبين من علق بسخرية على حادثة الهروب خاصة وأن صورا مسربة من السجن بينت أنهم هربوا بطريقة بسيطة وفي وضح النهار دون أن يكتشف هروبهم أحد.