السودان.. عواقب أمنية واقتصادية تقلق القادة في الجنوب
أعربت نائبة الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن قلقها العميق إزاء التصعيد العسكري في إقليم دارفور، ودعت أطراف النزاع إلى حماية المدنيين وضمان المرور الآمن لمن يحاول الفرار.
وقالت السيدة نكويتا سلامي إنه في الوقت الذي يتم فيه وضع الكثير من الأمل على محادثات جدة لتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار وتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، فمن الضروري منع تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه.
وقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بتسهيل وصول قافلة مكونة من 8 شاحنات محملة بالإمدادات الغذائية والطبية إلى كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، وهي الأولى منذ اندلاع القتال العنيف في أبريل. وعلى الرغم من أن هذا يعد تطوراً إيجابياً، إلا أن هناك حاجة إلى الوصول المستدام لضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
ومنذ أبريل الماضي تدور في السودان حرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقّب بـ”حميدتي”.
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى القرن الأفريقي هانا تيتيه إنّ النزاع الدائر في السودان له “عواقب إنسانية وأمنية واقتصادية كبيرة تقلق القادة في جنوب السودان”.
وأضافت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خصّصت لهذا الملفّ أنّه “مع التطوّرات العسكرية في السودان، واستيلاء قوات الدعم السريع مؤخّراً على مطار وحقل بليلة النفطي في ولاية غرب كردفان السودانية، تقترب المواجهة العسكرية بين القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع من تخوم أبيي والحدود مع جنوب السودان”.
وأوضحت تيتيه أنّه بهذا الهجوم في غرب كردفان، تسيطر قوات الدعم السريع على “جزء من الحدود مع جنوب السودان”.
وحذّرت من انعكاسات هذه المعارك على التوازنات القبليّة الهشّة في المنطقة، ولا سيّما بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك.
وتشهد أبيي الغنية بالنفط منذ فترة طويلة توتّرات بين أبناء قبيلة دينكا نقوك ورعاة المسيرية الذين يجوبون هذه المنطقة بحثاً عن مراعٍ.
وتشكّل منطقة أبيي الواقعة بين السودان وجنوب السودان نقطة توتّر بين البلدين منذ نال الجنوب استقلاله في تمّوز/يوليو 2011.
من جهته، قال رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان-بيار لاكروا إنّ المعارك الدائرة في السودان منذ أبريل عطّلت إشارات مشجّعة للحوار بين السودان وجنوب السودان.
وأضاف أنّ هذا النزاع أدّى إلى تعليق العملية السياسية المتعلّقة بالوضع النهائي لأبيي وقضايا الحدود بين البلدين.
من جانبها أعلنت منظمة “محامو الطوارئ” الحقوقية السودانية إن 20 مدنيا قتلوا وجرح آخرون إثر سقوط قذائف على سوق في أم درمان خلال اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأضافت المنظمة -عبر حسابها على فيسبوك- أن القذائف سقطت على سوق زقلونا خلال ما وصفته بتبادل للقصف العشوائي بالمنطقة، ووصفت ما جرى بالمجزرة، مشيرة إلى أن الضحايا نقلوا إلى مستشفيي “شندي” بولاية نهر النيل شمال الخرطوم و”النو” بمدينة أم درمان.