رئيس جمعية كنيس الغريبة لأخبار الآن: “لا علاقة لنا بما يحدث في غزة.. نحن نريد السلام”
تعد تونس واحدة من البلدان التي تدعم فلسطين في الأحداث الأخيرة إذ خرج شعبها في مسيرات عديدة وقاموا بتنظيم مبادرات مختلفة من أجل جمع التبرعات للشعب الفلسطيني وفي خضم الغضب الشعبي من الأحداث الجارية في غزة، حذرت تقارير غربية من أن يشكل هذا الغضب المتصاعد تهديدا ليهود تونس خاصة وأن بعض الصفحات على فيسبوك تداولت منذ فترة خبر حرق كنيس يهودي دون أن يتم نشر هذا الخبر على أي وسيلة إعلامية محلية وللتأكد من صحة هذا الادعاء تواصلت أخبار الآن مع رئيس جمعية معبد الغريبة اليهودي بيريز الطرابلسي الذي أكد حدوث هذه الواقعة وقال: “قام بعض التونسيين بحرق كنيس وتهشيم كل محتوياته من الداخل وحتى الجدران قاموا بثقبها رافعين شعارات ضد إسرائيل، وللأسف هؤلاء يخلطون الحابل بالنابل ولا يوجد أي مبرر لهذا التصرف العدواني.”
وتابع لأخبار الآن “نحن تونسيون أبا عن جد واستقرينا في تونس قبل حتى العرب وليس لنا علاقة بالأحداث الجارية في فلسطين وغزة، فنحن نريد فقط العيش في سلام، والتونسيون بشكل عام مسالمون ويحترموننا ومن أقدموا على الحرق لا يمثلون إلا أنفسهم.”
كما أكد أن هذا الكنيس له أهمية كبرى لدى اليهود إذ بني منذ القرن 17 ويقوم اليهود بالحج إليه سنويا في شهر ديسمبر وقال إننا “ننتظر من الدولة أن ترمم الكنيس وتصلحه وفي حال لم تقم بذلك سيتعين علينا نحن اليهود أن نقوم بإصلاحه في أقرب وقت قبل أن يحين موعد الحج السنوي الذي يفصلنا عنه شهر واحد.”
هذا ورفع التونسيون الذين قاموا بحرقه شعارات مناصرة لفلسطين تعبيرا عن مساندتهم لها.
وتوجد في تونس ذات الأغلبية المسلمة واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في شمال أفريقيا ويعيش اليهود في تونس منذ أيام الرومان، لكنهم الآن أقل من 5000 يهودي، ويعيش 1200 منهم في جزيرة جربة، وينتشر البقية بين مدينة حلق الوادي وحي لافيات بالعاصمة. ويعرف يهود تونس بنشاطهم الاقتصادي اللافت، على الرغم من قلة عددهم، ويعمل أغلبهم في التجارة وفي وكالات السفر.
وكان قد هاجر حوالي 100 ألف يهودي من تونس إلى إسرائيل وأوروبا منتصف القرن الماضي بسبب الخوف من الانتقام وأيضاً بسبب الفقر.
ويذكر أن كنيس الغريبة اليهودي تعرض لضربة إرهابية السنة الحالية أودت بحياة يهوديين كما تعرض نفس المكان لضربة أقوى في العام 2002، عندما هاجم إرهابي يقود شاحنة لنقل الغاز، معبد “الغريبة” وقتل 19 سائحاً.
وعلى الرغم من هذه الحوادث يعيش اليهود بانسجام في المجتمع التونسي، فلا فرق بينهم وبين المسلمين، حيث يسود الوئام والتعاون في كل القطاعات، لدرجة أن العديد من المسلمين يحبذون التعامل مع اليهود بخاصة في قطاع الحلي والمطاعم والسياحة.