السيسي رفض المقترح الأمريكي بشأن غزة
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي ايه)، ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، مقترحاً يقضي بأن تقوم مصر بإدارة الأمن في قطاع غزة إلى حين تسليمه إلى السلطة الفلسطينية بعد القضاء على حركة حماس، موردة نقلا عن مسؤول مصري كبير أن السيسي رفض المقترح، وشدد على أن مصر لن تلعب أي دور في القضاء على حماس نظراً لحاجتها إلى الحركة لضمان الأمن على الحدود.
وتطرقت الصحيفة في مقال مطول إلى التحركات التي تقودها الإدارة الأمريكية لبحث من سيتولى إدارة القطاع في حال قررت إسرائيل وقف حربها على القطاع، مشيرة إلى أن واشنطن ترغب في دور إسرائيلي محدود في المستقبل بغزة، رافضة الاحتلال والحصار.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة دعت، بشكل غير مباشر إلى عدم احتلال إسرائيل للقطاع بعد انتهاء حربها للقضاء على حركة حماس، باعثة بحسب “وول ستريت جورنال”، رسالة علنية إلى المسؤولين الإسرائيليين بأنها تتوقع دوراً فلسطينياً كبيراً بالقطاع.
وأوردت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين كبارا دعوا إلى أن يتولى الشعب الفلسطيني إدارة القطاع ، وتوحيده مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي بطوكيو إن “الحقيقة الآن أنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية ما بنهاية الصراع، ولكن من الضروري أن يكون للشعب الفلسطيني دور مركزي في الحكم في غزة والضفة الغربية أيضاً”. وأضاف أنه “من الواضح أيضاً أن إسرائيل لا يمكنها احتلال غزة”.
وأشار بلينكن إلى أنه لن يتم أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو احتلال إسرائيلي للقطاع بعد انتهاء الحرب، مشدداً على ضرورة عدم فرض حصار على القطاع، أو اقتطاع أجزاء منه.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قد أعلن، أن “حركة حماس لا يمكن أن تكون جزءاً من المستقبل في قطاع غزة، والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم هناك”. وأضاف “نعتقد أنه يجب أن يكون الفلسطينيون مسؤولين عن مستقبلهم، وأن يكون لهم الصوت الحاسم والفعلي في ما يخص مستقبلهم”.
واعتبرت “وول ستريت جورنال” أن هذا الخطاب الجديد للمسؤولين الأمريكيين يبرز الصعوبة التي تجدها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعاطي مع بعض المسؤولين الإسرائيليين بخصوص مستقبل القطاع، وذلك رغم الدعم الأمريكي المتواصل للحرب الإسرائيلية.
وبينما قالت الصحيفة إنه يوجد “اتفاق” بين المسؤولين الأميركيين وبعض قادة الاحتلال على أنهم لا يعتزمون إعادة احتلال القطاع التي انسحبت منه إسرائيل في عام 2005، اعتبرت أن التصريحات الأمريكية الأخيرة تشير إلى وجود خلافات بشأن الجهة التي ستتولى إدارة القطاع سياسياً واقتصادياً وأمنياً.