ما حقيقة الفيديو الذي يظهر فلسطينيين يتظاهرون بإصابة طفلة في غزة؟
في وقت حصدت فيه العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في غزّة حياة آلاف الفلسطينيّين منذ الهجوم المباغت الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ترتفع أصواتٌ في الغرب تشكّك في الحصيلة التي تقدّمها وزارة الصحّة التابعة لحماس عن حجم الخسائر البشريّة بين سكّان القطاع.
في هذا السياق، تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها حسابات لمسؤولين إسرائيليين، مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنّها لفلسطينيين يمثّلون مشاهد القتل والموت، على غرار فيديو قيل إنّه يُظهر فلسطينيين يتظاهرون بإصابة طفلة في غزّة.
ويظهر الفيديو طفلة جالسة على فراش متحرك شبيه بذلك الخاص بعمليات الإنقاذ وشخصان يضعان لها مستحضرات تجميلية لتبدو أنها مصابة.
وجاء في التعليقات المرافقة “نفضح الأكاذيب الفلسطينية: الغزيّون يحاولون تضليل الرأي العام العالمي والعربي ووسائل الإعلام من خلال فبركة إصابات في صفوف الأطفال والمدنيين بغزة”.
لكن هذا الادّعاء غير صحيح.
مشهد تمثيلي من فيلم
فقد أظهر التفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث أن هذا المشهد لم يصوّره فلسطينييون للتضليل مثلما ادّعت المنشورات، بل هو في الحقيقة من تصوير فيلم لبناني قصير عن حياة الفلسطينيين، ومنشور على موقع إنستغرام في 28 أكتوبر 2023 على صفحة مخرج يدعى محمود رمزي.
وفي حديث لصحفيي خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال المخرج الفلسطيني المقيم في لبنان محمود رمزي إنه صوّر هذه المشاهد في 27 أكتوبر في المدينة الصناعية في صيدا في جنوب لبنان.
View this post on Instagram
وأطلق محمود رمزي على فيلمه القصير اسم “الحقيقة”، والهدف منه “تسليط الضوء على الحقيقة التي يتجاهلها العالم”، كما يقول.
وأعرب المخرج الفلسطيني الذي يحمل دبلوم دراسات عليا في الإخراج عن استيائه من تداول مقاطع من فيلمه القصير في سياق مضلّل يُشكك بمعاناة الفلسطينيين، بعكس ما كان الهدف منه.
وقال إنه يستعدّ لتصوير فيلم جديد لمواصلة إلقاء الضوء على ما يجري في قطاع غزّة.