معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جبل أولياء
يكتنف الغموض مصير المئات من السودانين الذين علقوا في الاشتباكات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة جبل أولياء، جنوبي الخرطوم.
وتهاجم قوات الدعم السريع منطقة الجبل منذ الأحد الماضي بغرض الاستيلاء على الخزان الذي يشتمل على جسر يربط بين الخرطوم شرقا وأم درمان غربا بعد تدمير جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان حيث كان يوفر طرقا للامداد، وسط تبادل الطرفين للاتهامات باستهدافه.
وتحاول قوات الدعم السريع إيجاد منفذ لقواتها بالخرطوم يربطها بغرب السودان حيث يعتقد أن الإمداد بالرجال والعتاد العسكري يصل من هناك.
الوضع الميداني
وتبادل كل من الجيش والدعم السريع عبر منصاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي إصدار بيانات ومقاطع مصورة تظهر سيطرة كل طرف على قاعدة النجومي الجوية التابعة للجيش بجبل أولياء أو سوق المدينة أو أحيائها.
كما تمركزت قوات الدعم السريع في عدة أحياء داخل مدينة جبل أولياء وعدد من القرى الواقعة جنوبي المدينة.
وأظهرت مقاطع بثتها قوات الدعم السريع سيطرتها على نقطة العبور السريع على الطريق الرابط بين الخرطوم وولاية النيل الأبيض، إلى جانب تمركز قديم لقوات الدعم السريع في الضفة الغربية لخزان جبل أولياء من ناحية أم درمان.
وتضيق قوات الدعم السريع الخناق على معسكر الجيش الرئيسي والقريب من جسم الخزان من الناحية الشرقية للنيل الأبيض بغية الاستيلاء على المعسكر والخزان حيث الجسر العابر إلى الضفة الغربية لكنها تجد مقاومة شرسة من قوة مدفعية تابعة للجيش تتمركز أعلى تلة تطل على الخزان ومعسكر الجيش معا.
في ذات السياق أكد مصدر في الجيش تحدث لسودان تربيون أن الجيش اتخذ إجراءات وعزز مواقع تمركزه في المناطق الشمالية لولاية النيل الأبيض المتاخمة لمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم.
وشملت تلك الاحترازات مدينة الدويم التي تبعد حوالي 200 كيلومتر جنوبي الخرطوم إلى جانب مدينة القطينة، نحو 90 كيلومتر جنوبي العاصمة السودانية وذلك لمنع أي محاولات تسلل لقوات الدعم السريع.
أهمية جبل أولياء
قال مدير مركز العاصمة للدراسات السودانية الدكتور حسن شايب دنقس لأخبار الآن:
إن أهمية منطقة جبل أولياء العسكرية تأتي من أنها تحمي الخرطوم من الناحية الجنوبية بالإضافة إلى أن بها قاعدة النجومي الجوية كذلك، وتعد الأقرب لأكبر و أضخم معسكرات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم معسكر طيبة الحسناب الذي هو عبارة عن حصن منيع جداً.
وأضاف أن معارك طاحنة تدور بين الجيش و الدعم السريع خلال الفترة الماضية منيت خلالها قوات الدعم السريع بخسائر فادحة في الأرواح و العتاد وتجتهد قوات الدعم السريع في الاستيلاء على هذه المنطقة لفتح شريان لها لغرب أم درمان من خلال خزان جبل أولياء الذي به جسر يربط بين الخرطوم و غرب أم درمان، وجاء ذلك بعد انهيار جزء من كبري شمبات.
وأوضح أن الجيش اتهم الدعم السريع بإسقاطه في بيان صادر منه نفاه الدعم السريع، فيما الأوضاع الآن تشير إلى سيطرة الجيش لكل أرجاء المنطقة بينما تنتشر قوات الدعم السريع في القرى التي حوله والتي مارست فيها التنكيل بأهلها كما وقعت العديد من حالات الاغتصاب لنساءها وعملت على التصفية الجسدية لشبابها بدعوى أنهم موالون للجيش.
وأكد أن الوضع الإنساني حرج للغاية مع انقطاع التيار الكهربائي و إمداد المياه و خروج الخدمات الصحية عن الخدمة مع قلتها في القرى التي تحيط بجبل أولياء، كما يقول إنه ماض في دحر القوات المتمردة إلى آخر جندي في القوات المسلحة.
الوضع الإنساني
تسبب هجوم الدعم السريع على مدينة جبل أولياء في مقتل واختفاء مدنيين منذ الأحد الماضي في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت غرفة الطوارئ في بيان مقتل عدد من المواطنين خلال المواجهات بين الجيش والدعم السريع وقصف الطيران، فضلا عن اختفاء العشرات من المواطنين من دون تقديم إحصاءات دقيقة للضحايا بسبب سوء الاتصالات والإنترنت.
ونشرت غرفة طوارئ جبل أولياء في بيان لاحق قائمة بأسماء مواطنين أطلق سراحهم الدعم السريع، كما نشرت صورا لمواطنين آخرين ما زالوا في عداد المفقودين ويجري البحث عنهم.