حرب غزة.. وتيرة الحرب تزداد وتصعيد مستمر مع حزب الله
تزداد وتيرة حرب غزة بين حماس وإسرائيل حدة؛ في ظل التصعيد المتواصل على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع حزب الله اللبناني.
وترى صحيفة “واشنطن بوست” أن الصراع الثانوي الذي اندلع على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتزامن مع حرب غزة يتزايد نطاقه وشدته تدريجيا، بعدما شهد، قيام طائرات إسرائيلية بضرب مصنع للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً.
ووفقا للصحيفة، بدأ الجانبان باستخدام أسلحة أكثر فتكا.
وتقوم إسرائيل الآن بإرسال طائرات مقاتلة بشكل منتظم لضرب أهداف حزب الله، وينشر حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل، وأعلنت الجماعة اللبنانية، أنها أسقطت طائرة إسرائيلية بدون طيار، وهو ما نفته إسرائيل التي ردت، في وقت لاحق، باستهداف ما وصفته بنظام صاروخي أرض-جو متطور.
وذكرت الصحيفة أنه في شكل أشبه بالروتين وفي كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، هاجمت إسرائيل لبنان وهاجم حزب الله إسرائيل، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري ثم تحول الآن إلى تبادل مستمر لإطلاق النار.
وأوضحت الصحيفة أنه في أغلب الأحيان تقريبًا، تكون الضربات على مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايرة متعمدة تهدف إلى احتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير.
لكن الصحيفة ترى أن المسؤولين الإسرائيليين يصعدون حاليا من لهجتهم، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الأسبوع الماضي: “سيتحمل المواطنون اللبنانيون تكلفة هذا التهور وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وداعش”. لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال”، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن هذه التصعيدات المتفرقة لم تشعل بعد الحريق الذي يخشاه كثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية.
وأسفرت الحرب الأخيرة، في عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب. وقد حذر الجانبان من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميراً بكثير، وأشار كلاهما إلى أنهما لا يرغبان في خوض مثل هذه الحرب.
ونقلت الصحيفة عن أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهي قوة حفظ السلام التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود.
وقال: “أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يقرر أنه تم تجاوزه” ويسمح بمعركة أكبر.
وفي مدينة صور القديمة، وهي مدينة ساحلية جذابة مليئة بالصيادين وشوارعها وأسواقها المرصوفة بالحصى، ترتفع المخاوف من انتشار العنف قريباً إلى بقية أنحاء لبنان. ومنحت السنوات السبعة عشر الماضية للجنوب أطول فترة سلام له منذ خمسة عقود، وقد ازدهرت هذه المدينة، ما جذب السياح إلى شواطئها وباراتها وفنادقها الفاخرة، وفقا للصحيفة.
لكن “واشنطن بوست” أشارت إلى أن الحانات والفنادق فارغة الآن وهناك عدد قليل من العملاء في المطاعم.
ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون للصحيفة إن محادثات مكثفة تجري خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006. وقد تركز اهتمامهم على حسابات حزب الله، الحزب الشيعي والجماعة المسلحة التي تمثل القوة السياسية والعسكرية الأكثر هيمنة في لبنان، وعلى كلمات حسن نصر الله، زعيم الجماعة القوي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة وطويلة الأمد مع إيران.