إسرائيل تخسر الدعم الدولي بسبب استهداف المدنيين
تصاعدت حدّة الضغوط الدولية على إسرائيل بإصدار الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة الذي أصبح وفقاً لمسؤول أممي “جحيماً على الأرض” نتيجة قصف لا يتوقف وأوضاع إنسانية لا تنفكّ تتدهور.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتاً من أصل 193 على قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كلّ الرهائن.
وصوّتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
مأساة غزة
وفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
والثلاثاء، أفادت وزارة الصحة باقتحام قوات إسرائيلية لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.
وقال المتحدث أشرف القدرة في بيان “القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه لعدة أيام”.
وأضاف القدرة “القوات الإسرائيلي تقوم في هذه الأثناء بتجميع الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى” موضحا “نخشى من اعتقالهم واعتقال الطواقم الطبية أو تصفيتهم”.
وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.
مخيمات النزوح
تحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا، وأكدت وزارة الصحة أن “24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات” في رفح.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالى 18 في المئة من البنى التحتية في قطاع غزة تعرضت لأضرار منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، استنادا إلى صورة التقطت بقمر اصطناعي عالي الدقة.
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة “تخطّت الانهيار”.
واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا إلى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الامم المتحدة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر “يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.
وأضاف “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وتسببت إحدى الغارات بحفرة عميقة ودمرت مبان محيطة. وحاول بعض الفتية إنقاذ ممتلكات من تحت الأنقاض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية مشيرا أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.
القضاء على حماس
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.
وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الإشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وعبرت قافلة مساعدات مصرية تضم 80 شاحنة الثلاثاء إلى معبر كرم أبو سالم للتفتيش. ووافقت إسرائيل الثلاثاء على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم كنقطة تفتيش لتفقّد المساعدات المرسلة إلى غزة.
وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأمريكي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.
وحذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أنّ إسرائيل بصدد خسارة الدعم العالمي لحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها “العشوائي” لقطاع غزّة.
وفي أشدّ انتقاد يوجّهه لنتنياهو منذ بدء الحرب، قال بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن إنّه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي “تغيير” موقفه بشأن حلّ الدولتين.
بدوره، أقرّ نتنياهو بوجود “خلاف” مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.
وتمثّل هذه التصريحات خلافاً علنياً نادراً بين الجانبين بعد أسابيع كان دعم الرئيس الأمريكي فيها لإسرائيل مطلقاً.
وفي الضفة الغربية حيث تتصاعد أعمال العنف منذ تفجر النزاع في قطاع غزة، قتل الجيش ستة فلسطينيين في مدينة جنين، وفق مسؤولي الصحة.