شركات شحن توقف رحلاتها البحرية عبر البحر الأحمر

قال متحدث باسم الحوثيين في اليمن، السبت، إن الجماعة تجري محادثات بوساطة سلطة عمان مع “أطراف دولية” بشأن “العمليات” المستمرة في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأكد المتحدث محمد عبدالسلام أن الحوثيين سيواصلون استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل حتى “وقف العدوان ورفع الحصار” عن غزة..

وهاجم الحوثيون في اليمن سفنا في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر في الأسابيع الماضية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل قائلين إنهم يهدفون إلى دعم الفلسطينيين في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا في غزة.

مع أطراف دولية.. الحوثيون يعلنون عقد محادثات بشأن "عمليات" البحر الأحمر

 

تعليق عبور السفن

ودفعت موجة الهجمات على السفن التجارية بعض شركات الشحن إلى وقف رحلاتها البحرية عبر البحر الأحمر في الأيام الماضية، بينها “إيه بي مولر ميرسك” الدنماركية.

وقالت شركة “ميرسك”، الخميس، إن سفينتها ميرسك جبل طارق استُهدفت بصاروخ في أثناء إبحارها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة بالسعودية، ووردت تقارير عن سلامة الطاقم والسفينة.

وفي وقت سابق، نفت شركة ميرسك ما أعلنته جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بأن الجماعة استهدفت سفينة لها في أثناء إبحارها باتجاه إسرائيل.

وقالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنها قصفت سفينة ميرسك التي كانت تبحر باتجاه إسرائيل.

كما أعلنت شركة “إم إس سي” الإيطالية-السويسرية للشحن البحري السبت أنها علّقت عبور سفنها في البحر الأحمر غداة تعرّض إحدى سفن الحاويات التابعة لها لهجوم، في خطوة مماثلة لمجموعات عملاقة أخرى في القطاع.

وأوضحت الشركة في بيان أن سفنها لن تستخدم قناة السويس “حتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمنا”، مشيرة إلى أن أحدا من طواقمها لم يصب بأذى في الهجوم الذي استهدف السفينة “إم إس سي بلاتينوم” الجمعة.

مع أطراف دولية.. الحوثيون يعلنون عقد محادثات بشأن "عمليات" البحر الأحمر

وأعلنت شركة “سي أم آ سي جي أم” الفرنسية للنقل البحري السبت أنها علّقت عبور سفن الحاويات التابعة لها في البحر الأحمر، على غرار مجموعتي “ميرسك” الدنماركية و”هاباغ-لويد” الألمانية، بعد هجمات نفّذها المتمردون الحوثيون من اليمن على سفن تجارية.

وقالت الشركة الفرنسية في بيان إنها “قررت الطلب من كل سفن حاويات +سي أم آ سي جي أم+ في المنطقة التي يفترض أن تمر في البحر الأحمر التّوجه إلى مناطق آمنة” أو عدم مغادرة المياه التي تعدّ آمنة “بأثر فوري وحتى إشعار آخر”.

وأضافت “الوضع مستمر في التدهور والمخاوف الأمنية تتزايد”.

وبذلك، تكون الشركة الفرنسية قد حذت حذو شركتَي “ميرسك” و”هاباغ-لويد” اللتين أعلنتا الجمعة قرارا مماثلا، الأولى “حتى إشعار آخر” والثانية حتى الاثنين أقلّه.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 % من التجارة الدولية.

وأسقطت سفن حربية أمريكية وفرنسية كانت تقوم بدوريات في المنطقة صواريخ ومسيّرات عدة.

بدورها، أعلنت المملكة المتحدة السبت، أن إحدى مدمّراتها أسقطت ليل الجمعة السبت ما يُعتقد أنها “مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر”.

وكتب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على منصة إكس “خلال الليل، أسقطت إتش إم إس دايموند ما يعتقد أنها مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر”، مشيرا الى أن السفينة العسكرية أطلقت صاروخا تمكن من “تدمير الهدف بنجاح”.

وكان الحوثيون المقرّبون من إيران أعلنوا أنهم سيستهدفون أي سفن متوجّهة إلى إسرائيل بغض النظر عن بلدانها، ردا على الحرب بين إسرائيل وجماعة حماس في قطاع غزة.

وأكّد الحوثيون الجمعة، أنه لن يتم استهداف السفن قبالة اليمن إذا استجابت لتوجيهاتهم، لكن السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية “ستمنع من الإبحار في البحر العربي والبحر الأحمر حتى دخول الغذاء والدواء التي يحتاج إليها إخواننا في غزة”.

ويراقب المجتمع الدولي البحر الأحمر من كثب منذ سنوات، فهذا “الطريق البحري السريع” الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي والذي تمر فيه 20 ألف سفينة تقريبا كل عام، هو منطقة جيوسياسية وتجارية رئيسية.

ومن أجل تجنب البحر الأحمر، تبحر سفن حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، ما يزيد مدة رحلاتها أسبوعين، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وكذلك التأمين، وفق ما قالت الباحثة نوام رايدن من معهد واشنطن في 7 كانون الأول/ديسمبر.