المجاعة تستشري في غزة.. ٤ من كل ٥ جائعين في العالم يتواجدون في القطاع
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأمم المتحدة، الثلاثاء، بالإعلان رسمياً عن أن قطاع غزة يعاني “مجاعة حقيقية تهدد حياة سكانه بالموت”، داعية مجلس الأمن الدولي، إلى تحميل إسرائيل “المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة”.
ودعت الخارجية إلى “كسر الحصار على قطاع غزة” الذي تفرضه القوات الإسرائيلية، و”تنفيذ القرار ٢٧٢٠ بأسرع ما يمكن، لوضع حد للمجاعة” التي تنتشر في قطاع غزة.
وأوضح البيان أن “أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضورون جوعاً، وأن ٤ من كل ٥ جائعين في العالم يتواجدون في قطاع غزة”.
واستشهد البيان بتصريحات للأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال فيها: “إن ٩٥ بالمئة من أطفال قطاع غزة لا يتوفر لهم الحليب والمواد الغذائية، وأصبحوا يعانون من سوء التغذية، و١.٩ مليون نازح في مراكز الإيواء يتعرضون لجوعٍ شديد، وأن ٥٠ ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء ولا دواء ولا رعاية صحية”.
تقرير للأمم المتحدة يدق ناقوس الخطر
وكان تقرير سابق للأمم المتحدة قد أكد أن جميع سكان غزة – حوالي 2.2 مليون شخص – “يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي”.
وأظهر التقرير أن 26 بالمائة من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعا كارثيا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) والجوع الحاد.
وبحسب التقرير، فهناك خطر لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر الصراع العنيف وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج حذر على مدى أسابيع من وقوع هذه الكارثة، مضيفة أن الوضع أصبح يائسا بدون ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستمر الذي طالبت به الوكالات الأممية. وأكدت أن الجميع في غزة ليسوا في مأمن من الجوع الحاد.
سكان غزة استنفدوا جميع مواردهم
ومن التقييمات السابقة، أفاد خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي بأن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم فيما انهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.
وأخبر أناس في غزة موظفي برنامج الأغذية العالمي أنهم غالبا ما يمضون أياما كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
وقال عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي: “هذه ليست مجرد أرقام – هناك أطفال ونساء ورجال وراء هذه الإحصائيات المثيرة للقلق. إن تعقيد وحجم وسرعة هذه الأزمة، هي أمور لم يسبق له مثيل”.
وشدد برنامج الأغذية العالمي على ضرورة توفير مزيد من المواد الغذائية الطارئة والمساعدات متعددة القطاعات لمنع انتشار الوفيات على نطاق واسع. وقال إن الهدنة الإنسانية الأخيرة التي دامت سبعة أيام، أكدت أن البرنامج وشركاءه يمكنهم تقديم المساعدة عندما تسمح الظروف بذلك.
أرقام مخيفة حول المجاعة في غزة
ويظهر الرسم البياني التالي، الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الأرقام الدقيقة حول أزمة الجوع التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
ويبيّن هذا الرسيم كيف يتوزع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.22 مليون نسمة حسب مستوى انعدام الأمن الغذائي.