قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله
أعلن حزب الله اللبناني إطلاق أكثر من 60 صاروخا باتجاه “قاعدة مراقبة جوية” في شمال إسرائيل، مشدداً على أنه أتى “في إطار الرد الأوّلي” على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت.
وأثار استهداف العاروري الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، خشية من توسع نطاق الحرب، بعدما كان تبادل القصف بين الفصيل اللبناني المدعوم من طهران واسرائيل يقتصر على مناطق حدودية، منذ بدء الحرب في غزة قبل ثلاثة أشهر.
ونبّه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت السبت إلى ضرورة تجنّب “جرّ” لبنان الى نزاع إقليمي.
وأعلن حزب الله في بيان “قام مجاهدو المقاومة الإسلامية… في إطار الرد الأوّلي على جريمة اغتيال القائد الكبير الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ 62 صاروخًا من أنواع متعدّدة”.
وأضاف البيان أن الصواريخ “أوقعت إصابات مباشرة ومؤكّدة” في القاعدة.
وتقع القاعدة على قمة جبل الجرمق، وتضمّ منشأة عسكرية إسرائيلية تتولى عمليات المراقبة الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق حوالي 40 صاروخا من الأراضي اللبنانية صباح السبت مضيفا في بيان أن القوات الإسرائيلية ضربت خلية مسؤولة عن بعض عمليات إطلاق الصواريخ بعيد ذلك.
وانطلقت صافرات الإنذار في بلدات ومدن في شمال إسرائيل وفي هضبة الجولان السورية المحتلة من جانب إسرائيل.
وقتل العاروري مع ستة مسؤولين في حركة حماس الثلاثاء في ضربة صاروخية من طائرة حربية، وفق مصدر أمني لبناني، استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أول استهداف يحصل في العاصمة اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة. وقالت السلطات اللبنانية والحزب وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية. لكن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.
وفي كلمة الجمعة، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن “الرد آت حتما” مضيفا “القرار في الميدان، الميدان سيرد، والميدان لا ينتظر”.
وأثار استهداف العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الرئيسي، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان والمدعومة من طهران الخشية من توسع نطاق الحرب.
وغداة وصوله إلى بيروت، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “أعتقد أنه يمكن تجنّب الحرب، ويجب تجنّبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل”، مخاطباً في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.
وفي وقت لاحق السبت، أعلن حزب الله في بيانات متلاحقة عن استهدافه مواقع وتجمعات لجنود إسرائيليين، ما استدعى رداً من الجانب الإسرائيلي.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن شنّ اسرائيل قصفاً وسلسلة غارات جوية استهدفت بلدات عدة في جنوب لبنان. وبين المواقع التي تعرضت للقصف منزل قرب بلدة كوثرية السياد في قضاء صيدا، الواقعة على بعد قرابة 25 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
وأدت غارة أخرى على قرية في قضاء مرجعيون إلى إصابة لاجئة سورية بجروح، وفق الوكالة.
ونعى حزب الله خمسة من مقاتليه السبت قتلوا بنيران إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن وحداته “قصفت سلسلة أهداف إرهابية لحزب الله” في جنوب لبنان، بينها “منصّة إطلاق ومواقع عسكرية وبنى تحتية إرهابية”.
وفي بيان لاحق، أعلن أن طائرة مقاتلة أغارت على “مجمعين عسكريين لحزب الله، كانا يحتويان على أصول كبيرة”. وقال إن أحد الهدفين كان “يستخدم من قبل وحدة صواريخ أرض – جو” التابعة للحزب.
منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 180 شخصا في لبنان، بينهم 134 عنصرا من الحزب.
وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.