فشل تنظيم داعش في العراق
من الممكن أن يصبح عام 2023 هو العام الذي مات فيه تنظيم داعش في العراق و لا تزال المجموعة موجودة لكنها أصبحت غير ذات صلة بالبلد على الإطلاق وذلك وفق موقع “musingsoniraq“.
في حين أكّد عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، ياسر إسكندر وتوت، في تصريحات صحفية، أن “نشاط خلايا داعش تراجَع بنسبة 90% خلال النصف الأول من 2023، إلا أن خطر التنظيم لم ينتهِ، إذ إن هناك خلايا مبعثرة”.
كان عام 2014 علامة بارزة بالنسبة لتنظيم داعش، حيث استولى على الموصل ومساحة كبيرة من شمال العراق. وأعلن دولته الخاصة وأقام إدارة واسعة، وقد تمكن من تحقيق بعض النجاحات في الأنبار بعد ذلك، لكنه انتقل بعد ذلك إلى موقع دفاعي قبل هزيمته في عام 2017 والعودة رسميًا إلى التمرد.
وكان قد أعلن تنظيم داعش أنه سيعود وأطلق جهود إعادة البناء وطرد الناس من المناطق الريفية في وسط العراق أثناء قيامه بحملة ترهيب واغتيال ضد المسؤولين المحليين لتأكيد سيطرته, فقد جلب الرجال والمواد من سوريا حيث كان لا يزال يحتل أراض هناك، وبدا وكأن داعش قادر على العودة كما وعد، لكن الأمور انهارت بعد ذلك.
لقد فشل التنظيم على عدة مستويات. ولم يكن قادرا على تجنيد أعضاء جدد لأن الحرب دمرت المناطق السنية وجعلت الوقوف في وجه الحكومة مكلفا للغاية، ولم تكن داعش قادرة على إعادة بناء شبكاتها وفقدت القدرة على ضرب المدن العراقية، وأخيراً دمرت القوات الأمريكية والعراقية قيادتها.
انخفاض هجمات داعش.. لاتأثير له
انخفضت عدد الحوادث الأمنية التي تم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام، ففي عام 2014، عندما تم الاستيلاء على الموصل، كان هناك ما متوسطه 28 حادثا يوميًا وأكثر من 10 آلاف حادثة إجمالاً على مدار العام.
ويمكن ملاحظة التحول من الاستيلاء على الأراضي إلى الدفاع عنها في السنوات التالية، حيث كان هناك متوسط 23 حادثًا يوميًا في عام 2015، و20 حادثًا يوميًا في عام 2016، و15 حادثًا يوميًا في عام 2017.
وأدت هزيمة داعش في ساحة المعركة إلى انخفاض الهجمات بنسبة تزيد عن 50% إلى 6.5 هجومًا يوميًا في عام 2018 أو حوالي 2000 حادث لهذا العام.
ليبلغ متوسط هجمات داعش 3.1 حادثة يوميًا فقط في عام 2019. و2.8 يوميًا في عام 2010، و2.2 يوميًا في عام 2021، و1.3 يوميًا في عام 2022، و0.3 يوميًا فقط في عام 2023.
تراجع تنظيم داعش في العراق
في عام 2023 لم تكن هناك حوادث بالسيارات المفخخة، بل عمليتان لانتحاريان اثنين فقط، ولم يكن تنظيم داعش قادراً على تنفيذ هجومين متتابعين إلا في أسبوع واحد فقط، وكانت هناك ستة أسابيع لم تقع فيها أي حوادث، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الهدوء منذ عام 2003، وكانت كل الهجمات دفاعية تقريباً وتهدف بطبيعتها لتهديد قوات الأمن والمدنيين، للابتعاد عن الأماكن القليلة التي لا يزال تنظيم داعش موجودًا فيها، وكانت كلها في أجزاء معزولة من البلاد.
بشكل عام، وصل تنظيم داعش إلى مرحلة ليس له فيها أي تأثير حقيقي على العراق، ومن الممكن أن يستمر الأمر على هذا النحو لبضع سنوات أخرى، لكن احتمال عودته يبدو بعيدًا في أحسن الأحوال.