التفتيش الإسرائيلي يعرقل دخول المساعدات إلى غزة
فيما تحذر الأمم المتحدة من “مجاعة تلوح في الأفق” في قطاع غزة، لا تزال القيود الإسرائيلية المشددة تعيق دخول قوافل المساعدات إلى القطاع، وسط عمليات تفتيش طويلة ومرهقة، قد تستغرق أسابيع، ومشكلات لوجيستية يستلزمها نقل البضائع من الشاحنات المصرية في معبر رفح إلى شاحنات فلسطينية شحيحة تعاني نقص الوقود، في عملية قد تستغرق أياماً، وفقاً لعمال إغاثة وسائقين تحدثوا إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ونفى مسؤول أمريكي رفيع المستوى للصحيفة تقديم إسرائيل أي أدلة على استيلاء حركة “حماس” على المساعدات الأممية في القطاع، أو غض الوكالات الأممية الطرف عن عمليات كهذه، وهي الحجة التي تسوقها لمنع دخول الوقود وعناصر أخرى ضمن المساعدات.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن 93% من السكان يواجهون مستويات من الجوع تصل إلى حد الأزمة، لافتاً إلى انتشار الأمراض بشكل سريع، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”.
كيف يبدو الوضع الإنساني في غزة؟
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحافيين، الاثنين، إن “الوضع الإنساني في غزة يفوق الكلمات. لا مكان ولا أحد آمناً. مساعدات الإغاثة المنقذة للحياة لا تصل إلى الأشخاص الذين تحملوا شهوراً من الاعتداء المتواصل في أي مكان قريب من النطاق المطلوب”.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن العدد المحتمل للضحايا الذين سيموتون جراء المرض والمجاعة في الأشهر المقبلة يمكن أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب حتى الآن، والذي يقدر بأكثر من 24 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لأحدث إحصاء صادر عن وزارة الصحة في غزة.
لا يوجد ما يكفي من الشاحنات أو الوقود داخل غزة
وتقول وكالات الإغاثة إن العوامل الرئيسية التي تعيق إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة تقع بالكامل تقريباً تحت سيطرة إسرائيل، حيث لا تزال عمليات التفتيش الإسرائيلية لقوافل المساعدات طويلة وغير فعالة.
ولا يوجد ما يكفي من الشاحنات أو الوقود داخل غزة لتوزيع المساعدات. وأشارت الوكالات الإغاثية إلى أن آليات حماية العاملين في المجال الإنساني لا يمكن الاعتماد عليها، وأن السلع التجارية بدأت للتو في التدفق.
ولا تزال مساحات شاسعة من غزة محظورة على عمال الإغاثة، فيما يؤدي انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية المتكرر إلى تعقيد عملهم مع استمرار الحرب.