وزارة الصحة في غزة: إسرائيل قتلت 20 شخصا ينتظرون الحصول على مساعدات
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس، ارتفاع حصيلة القتلى في العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 25900 غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت الوزارة مقتل 200 شخص في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 64110 أشخاص بجروح منذ بداية الحرب.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة الخميس أن القوات الإسرائيلية قتلت 20 شخصا كانوا في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في مدينة غزة.
وقالت الوزارة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة، راح ضحيتها 20 شهيدا و150 إصابة”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي فورا على طلب وكالة فرانس برس التعليق على الحادثة.
وقال صحافي في فرانس برس إن الضحايا نقلوا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة حيث شوهدت الجثث ملقاة على الأرض.
وتجمعت حشود من المواطنين حول المصابين الذين مددوا على الأرض وبالقرب منهم برك من الدماء.
من جهتها، وصفت حماس الحادثة بأنها “جريمة حرب مروعة”.
وقالت ال إن ذلك “يعبر عن سادية الاحتلال واستخفافه بحياة البشر والقوانين الدولية” داعية الولايات المتحدة إلى “تحمّل مسؤوليتها في اتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه الجرائم المروعة، ومحاسبة مرتكبيها”.
أما الجهاد فقالت إن الحادثة “دليل آخر على حرب الإبادة التي يشنها الجيش الصهيوني ضد الأبرياء في غزة”.
وأشارت ال إلى أن الحادثة “تستدعي مواقف جريئة من قبل المنظمات والدول والحكومات العربية والإسلامية على وجه الخصوص”.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.
وردّاً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على ال، وتنفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول/أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25900 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
“التواطؤ” مع حماس
واتهمت إسرائيل الخميس، منظمة الصحة العالمية بـ”التواطؤ” مع حماس مؤكدة أنها تجاهلت أدلة تظهر أن ال الفلسطينية استخدمت مستشفيات في غزة “لأغراض إرهابية”.
خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، نددت سفيرة إسرائيل مرياف إيلون شاهار بوجود حماس “في المستشفيات” التي “تستخدمها كدروع”.
وأضافت عبر منصة “اكس” خلال نشرها فيديو عن مداخلتها أمام منظمة الصحة العالمية أن الجيش الإسرائيلي “وجد في كل مستشفى فتشه في غزة أدلة على استخدامه من قبل حماس لأغراض إرهابية”.
Al Rantisi, Kamal Adwan, Al Quds, Al Shifa, the Indonesian hospital…
The list goes on. Every single hospital that IDF searched in Gaza, it found evidence of Hamas terrorist use.
These are undeniable facts that @WHO chooses to ignore time and time again.
This is not… pic.twitter.com/KWlP3H6Kje
— Meirav Eilon Shahar 🇮🇱 (@MeiravEShahar) January 25, 2024
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لشن هجمات وإقامة انفاق واخفاء أسلحة الأمر الذي تنفيه ال الفلسطينية.
وأضافت “إنها وقائع لا تدحض اختارت منظمة الصحة العالمية تجاهلها مرات عدة. هذا ليس عدم كفاءة بل هذا تواطؤ”.
وأكدت كذلك أن “منظمة الصحة العالمية كانت على علم بأن رهائن كانوا محتجزين في مستشفيات وأن إرهابيين ينشطون فيها”.
ومضت تقول “حتى عندما قدمنا أدلة ملموسة عما يجري تحت الأرض وفوق الأرض والأسلحة والمقار العامة، اختارت منظمة الصحة العالمية إشاحة النظر معرضة للخطر الأشخاص الذين يفترض بها حمايتهم”.
وحتى الآن لم تؤكد منظمة الصحة العالمية اتهامات إسرائيل بإقامة حماس أنفاقا تحت المستشفيات واستخدامها كمراكز قيادة.
وردا على سؤال بهذا الخصوص في 21 كانون الأول/ديسمبر خلال مؤتمر صحافي، قال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن المنظمة “تعجز عن التحقق من طريقة استخدام كل مستشفى”.
وأكد “يقوم دور منظمة الصحة العالمية على المراقبة والتحليل ورفع التقارير ونحن لسنا منظمة تحقيق”.
حماية المدنيين
جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، دعواته لإسرائيل لحماية المدنيين، بعد القصف الذي طال ملجأً للأمم المتحدة في غزة وأدانته واشنطن.
وطال قصف مدفعي ملجأً تابعاً للأمم المتحدة الأربعاء في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدّى إلى مقتل 12 شخصاً، وفق الأمم المتحدة.
وقال بلينكن للصحافيين خلال زيارته أنغولا، إنّ ملجأ الأمم المتحدة “أساسي ويجب حمايته”.
وأضاف “جدّدنا تأكيد ذلك لحكومة إسرائيل، وأفهم أنهم يحققون في هذا الحادث، كما يجب وكما هو مناسب”، من دون أن يشير إلى مستوى المحادثات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن.
وفي ما يشكّل تناقضاً مع انتقاد إسرائيل المتكرّر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأنروا)، أشاد بلينكن بالوكالة لجهودها “في مساعدة الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
وقال إنّ “العمل الذي تؤدّيه الأمم المتحدة في غزة ينقذ الأرواح بكلّ معنى الكلمة، ولا يستطيع أي طرف آخر القيام به، ولا أحد يقوم به”.
مغادرة مأوى تعرض للقصف
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لوكالة فرانس برس الخميس أن الجيش الإسرائيلي أمر النازحين بمغادرة مركز الإيواء الذي تعرض لقصف مدفعي.
وأكدت متحدثة باسم الأونروا شهادات نازحين في المركز قالوا إن الجيش الإسرائيلي أمهلهم حتى الخامسة من بعد ظهر الجمعة للمغادرة.
وقالت النازحة أمل لبد “أخبرونا أن علينا إخلاء المقر قبل مساء الغد” مضيفة: “نادى الجيش المسؤولة في الأونروا عبر مكبرات الصوت، ذهبت إليهم بجانب الدبابة وأخبروها بإبلاغنا بإخلاء المكان قبل الخامسة غدا” واستدركت “لا نعرف أين سنذهب وماذا سنحمل معنا من أغراض”.
وكان مسؤول رفيع في الأمم المتحدة أعلن الخميس ارتفاع عدد القتلى جراء القصف المدفعي على مركز الإيواء والواقع في خان يونس إلى 12 قتيلا.
وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة توماس وايت في بيان “تم تأكيد مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 75 آخرين، 15 منهم في حالة حرجة”.
وبحسب وايت فإن قذيفتي دبابتين سقطتا الأربعاء على ملجأ للأمم المتحدة في خان يونس حيث لجأ آلاف النازحين الفلسطينيين.
واعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة فيليب لازاريني أن القصف “انتهاك صارخ” لقواعد الحرب.
One of the largest @UNRWA shelters in Khan Younis (southern #Gaza) was hit during military operations yesterday.
At least 6 displaced people were killed and many more injured during intense fighting around our the shelter.
Terrified staff, patients and displaced people are now… pic.twitter.com/tg6rOWQ6e2
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) January 23, 2024
وأشار لازاريني عبر حسابه على منصة إكس إلى أن المبنى كان يحمل علامة بارزة تشير إلى أنه تابع للأمم المتحدة وتمت مشاركة تفاصيله مع السلطات الإسرائيلية.
Another horrific day in #Gaza. The number of those killed is likely higher.#KhanYounis vocational training centre is one of the largest @UNRWA facilities sheltering nearly 30,000 displaced people.
The compound is a clearly marked @UN facility & its coordinates were shared with… https://t.co/XZwK09ondV
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) January 24, 2024
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه يجري “مراجعة شاملة لعمليات القوات في المنطقة” ويفحص احتمال أن تكون الغارة “نتيجة نيران حماس”.
ومن المعروف أن الجيش الإسرائيلي هو الوحيد الذي يمتلك دبابات في الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ودانت الولايات المتحدة القصف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل “يجب حماية المدنيين ويجب احترام طبيعة الحماية لمنشآت الأمم المتحدة”.
معارك شديدة في خان يونس
ودارت معارك عنيفة الخميس، بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس الفلسطينية في جنوب قطاع غزة، ولا سيما في مدينة خان يونس، غداة قصف ملجأ تابع للأمم المتحدة يؤوي نازحين فلسطينيين ما أثار تنديداً شديداً.
وذكرت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أنّ 50 فلسطينياً قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في خان يونس، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قناصة تابعين له قتلوا عدداً من المقاتلين.
وفي تطور لاحق، قال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة راح ضحيتها 20 شهيدا و150 إصابة”.
من جهته، قال الجيش في بيان إنّ سلاح الجو استهدف عناصر من حماس في وسط وشمال قطاع غزة وأن مقاتلين آخرين قتلوا في “معارك مباشرة”.
وفي دير البلح في وسط قطاع غزة، أظهرت مقاطع فيديو لفرانس برس قبوراً كُتبت علها أسماء القتلى، في شوارع مغطاة بالحطام وبين مبان نخرتها القذائف.
وقال أحمد عبد السلام، أحد سكان مخيم المغازي للاجئين في المدينة، “إنها تشبه القبور، لكنها ليست قبوراً حقيقية”. وأضاف “إنها مقابر جماعية دفنّا فيها عائلات بأكملها، تمت إبادتها”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “حاصر” خان يونس، ودعا السكان إلى التوجه جنوباً إلى رفح على الحدود مع مصر، لكن المعارك تجعل الانتقال خطيراً إلى هذه المنطقة حيث يحتشد القسم الأكبر من النازحين جراء الحرب وعددهم 1,7 مليون فلسطيني.