حل الدولتين يعود إلى الواجهة بعد حرب غزة
عاد الزخم إلى القضية الفلسطينية بعد اشتعال الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، ومعه رجع الحديث عن حل الدولتين الذي طرحته اتفاقية أوسلو وبقيت آليات تنفيذه من دون تنفيذ أو خارطة طريق واضحة.
وتقوم فكرة حل الدولتين على إعطاء دولة الفلسطينيين بعيداً عما يجري اليوم من تحكم الحكومات الإسرائيلية بالأموال والموارد الخاصة بالشعب الفلسطيني، فضلاً عن سطوتها العسكرية على الفلسطينيين في الضفة، والحصار الذي فرضته على قطاع غزة منذ انسحابها منه عام 2006.
ويفترض بالتالي مؤيدو هذا الطرح أن الفلسطينيين والإسرائيليين سيعيشون جنباً إلى جنب، حيث ينضوي كل طرف تحت دولة مستقلة تتمتع بحكمها الذاتي وسيادتها.
ولكن اللافت أن الحرب الدائرة في قطاع غزة، كشفت الاختلاف بين طرفي الزاع على مستقبلهما، خصوصاً أن إسرائيل ما زالت تبحث وتضع خططاً مع حليفها الأمريكي بشأن اليوم التالي لحرب غزة، وما إذا كانت ستترك لتُحكم من قبل السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، أم أنها ستخضع لحكم حكومة تكنوقراط من الفلسطينية، شرط أن تكون منزوعة السلاح وبعيدة عن حماس.
كل ذلك يأتي وسط مطالبات دولية وإقليمية بالاتفاق على حل الدولتين كمخرج للتصعيد وبالتالي إعطاء الفلسطينيين أملاً بما يتعلق بمستقبلهم، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد شدد في أحد تصريحاته على رفضه لأس سيادة فلسطينية، مؤكداً على ضرورة بسط السيطرة الإسرائيلية “من النهر إلى البحر”، وهذا ما رفضه الفلسطينيون رفضاً قاطعاً وشكل مدار جدل في الأوساط.
وفي هذا السياق، وضمن فقرة “الرأي رأيكم” الثابتة في برنامج “ستديو أخبار الآن”، سألنا المتابعين، عن ما الذي يجب فعله لتحقيق حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين؟
وقد جاءت الإجابات على الشكل التالي:
- احتمال “المزيد من الضغط الدولي” حصل على تصويت بنسبة 70%
- أما احتمال “تخلي حماس عن السلطة أو إنهاء حماس” حاز على نسبة 6% من تصويت الجمهور
- فيما احتمال “خروج نتنيتاهو من السلطة” حصل على نسبة 24%.
وتعليقاً على هذا الأمر، اعتبر مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية رضوان قاسم في حديثه لـ”ستديو أخبار الآن”، أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تغيّر من سياستها تجاه القضية الفلسطينية لعلها تجد لها حلاً.
وقال: بعد التصعيد في غزة، وجدنا أن الولايات المتحدة هي الضغط الوحيد الموجود في العالم، ولا يستطيع أحد أن يغير في سياسياتها بدعم إسرائيل.
من ناحية أخرى، لفت قاسم إلى ضرورة الاتفاق داخل البيت الفلسطيني، وقال: على الفلسطينين أن يتفقوا، وهناك صراع على السلطة، مما يعقد ويؤدي إلى تأزيم الأمور لأن الدول لا تعرف مع من تتحدث أو تتفاوض.
وفي الشق المتعلق برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وما إذا كانت سياسيته هي التي تشكل عائقاً أمام حل الدولتين، رأى قاسم أن “كلهم نتنياهو وكلهم من اليمين المتطرف في إسرائيل.”