نتنياهو لا يريد بقاء حماس في غزة
تستمر المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار، لكن “الفجوة لا تزال واسعة” بسبب “مواقف مستعصية” من الجانبين خاصة في قضيتين هامتين، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على المحادثات أن الخلاف ينصب حول مدة توقف القتال ومصير قادة حماس في غزة.
وقد تقدمت المحادثات على فترات متقطعة، حيث التقى رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية “الموساد” بمسؤولين قطريين في كل من قطر وأوروبا. ويقيم العديد من قادة حماس السياسيين في قطر. كما لعبت مصر، المتاخمة لقطاع غزة، دورا رئيسيا.
وقد طرح الوسطاء خططا متعددة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، دون إحراز تقدم واضح حتى الآن. وتراوحت مدة وقف إطلاق النار المقترح بين أسابيع وشهور.
وأثارت تقارير عن تسريب بعض المقترحات إلى الصحافة جدلا في إسرائيل، حيث قال سياسيون يمينيون إنهم سيعارضون الخطط التي قالوا إنها ستنهي الحرب قبل الأوان.
وعاد بريت ماكغورك، كبير منسقي الشرق الأوسط في البيت الأبيض، إلى المنطقة، الأحد، للعمل على إطلاق سراح الرهائن، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
وتقول حماس إنهم سيطلقون سراح الرهائن المتبقين في غزة، الذين يعتقد أن عددهم يزيد على 100 رهينة، لكن في إطار وقف شامل لإطلاق النار.، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، إنه لن يقبل أي اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار يترك حماس تسيطر على غزة.
وبموجب إطار عمل حديث للتوصل إلى اتفاق، اقترح الوسطاء الإفراج التدريجي عن الرهائن المتبقين والسجناء الفلسطينيين، بهدف تحقيق وقف مستقر لإطلاق النار، حسبما قال دبلوماسي غربي كبير ودبلوماسي إقليمي لنيويورك تايمز
النقاط الشائكة
تنقل الصحيفة أن أكبر عثرة أمام المفاوضات هو ما إذا كان وقف إطلاق النار سيكون مؤقتا أم دائما.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر إن إسرائيل وحماس وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرا.
وقال دبلوماسيان لنيويورك تايمز إن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى أنهم قد يفكرون في وقف دائم لإطلاق النار إذا غادرت قيادة حماس في غزة القطاع وذهبت إلى المنفى.
وقد رفض مسؤولو حماس هذه الفكرة، وقال حسام بدران، القيادي في حماس للصحيفة في رسالة نصية: “حماس وقادتها موجودون على أرضهم في غزة”، مضيفا “لن نغادر”.
ومن العوائق المحتملة الأخرى، وفق الصحيفة، الطلب الذي قدمه نتانياهو في نوفمبر من الموساد بـ “العمل ضد رؤساء حماس أينما كانوا”، مما أثار مخاوف داخل حماس حول ما إذا كان القادة سيكونون أقل أمانا خارج غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك مسارا تفاوضيا رئيسيا آخر يتعلق بمستقبل قطاع غزة بعد أن تتوقف الحرب.
وقال مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنهم يأملون في أن تعود السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، للسيطرة على غزة. ويرغب المسؤولون الأميركيون في رؤية المنطقتين مشمولتين في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقد استبعد نتانياهو إلى حد كبير عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، على الأقل في شكلها الحالي.
ومما يزيد الأمور تعقيدا أن السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، تواجه تحديات داخلية شديدة. وتظهر استطلاعات الرأي بانتظام أن معظم الفلسطينيين يريدون استقالة عباس. وانتخب آخر مرة لولاية مدتها أربع سنوات في عام 2005، ويتهمه منتقدوه بترؤس نظام استبدادي متزايد فشل في إنهاء الحكم الإسرائيلي.