العقوبات الأمريكية على كيانات وميليشيات في العراق ازدادت مؤخراً على خلفية حرب غزة
يبدو أن حلقة العقوبات الأمريكية المفروضة على بعض الشركات العراقية والأفراد العراقيين، لن تنتهي في الوقت القريب، خصوصاً بعد التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، والاستهداف الأخير الذي طال قاعدة أمريكية في الأردن وأودى بحياة 3 جنود أمريكيين.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها عناصر من الجيش الأمريكي بنيران معادية، كما وصفت منذ بدء التصعيد في المنطقة على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد اتهم الفصائل العراقية المدعومة من إيران بشن الهجوم ضد القاعدة الأمريكية التي تقع في البرج 22، والتي للمفارقة نفت الأردن أن تكون داخل أراضيها.
كما اعتبرت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ أن الهجوم الأخير يحمل “آثار” كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران.
وهذا ما يؤكد أن الشكوك الأمريكية اتجهت بشكل كبير إلى العراق، مما دفعها إلى إدراج مصرف “الهدى” العراقي، على لائحة العقوبات، باعتباره مصدر قلق رئيسي فيما يتعلق بغسل الأموال.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، إن “بنك الهدى، يعمل كقناة لتمويل الإرهاب، وكمؤسسة مالية أجنبية يثير قلقًا رئيسيًا بشأن غسيل الأموال”.
وبحسب الخزانة، يقوم بنك الهدى، ورعاته الأجانب، بما في ذلك إيران ومجموعاتها الوكيلة، بتحويل الأموال التي يمكن أن تدعم الأعمال المشروعة والتطلعات الاقتصادية للشعب العراقي، كما أن هؤلاء الممثلين السيئين يغذون العنف الذي يهدد استقرار العراق وحياة المواطنين الأمريكيين والعراقيين على حد سواء.
ووفق بيان الخزانة الأمريكية، استغل بنك الهدى لسنوات وصوله إلى الدولارات الأمريكية لدعم المنظمات الإرهابية الأجنبية المحددة منها الحرس الثوري الإيراني، وكذلك مجموعات الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وعدد آخر من المليشيات المدعومة من ايران.
إضافة إلى ذلك، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الخزانة الأمريكية حمد الموسوي، مالك ورئيس مجلس إدارة بنك الهدى العراقي، على لائحة العقوبات لدعمه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك من خلال دعم مجموعات الميليشيات التابعة له في العراق.
فلاي بغداد على لائحة العقوبات
وقبل بنك الهدى، نالت شركة الطيران العراقية فلاي بغداد حصة من العقوبات الأمريكية أيضاً.
إذ أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية منذ أكثر من أسبوع، فرض عقوبات على شركة “فلاي بغداد” للطيران ورئيسها التنفيذي، لتقديمهما المساعدة لـ “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني” ووكلائه في العراق وسوريا ولبنان.
وقالت الخزانة الأمريكية، في بيان، إن “فلاي بغداد” دعمت على مدى سنوات عمليات “فيلق القدس”، وكذلك دعمت وكلاءه من خلال نقل العتاد والأفراد في جميع أنحاء المنطقة.
وأوضح البيان: “تم إدراج (فلاي بغداد) على قائمة العقوبات لتقديمها المساعدة المادية أو الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو بالسلع أو الخدمات إلى فيلق القدس”.
وتتهم واشنطن شركة الطيران ومديرها التنفيذي بشير عبد الكاظم علوان الشباني “بتقديم المساعدة” لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، وكذلك “لمجموعاته الوكيلة في العراق وسوريا ولبنان”، وفق الوزارة.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، مساء اليوم الإثنين، إن استخدام إيران لشركة طيران عراقية لتهريب الأسلحة والمقاتلين والدولار الأمريكي، يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق.
وفي أواخر العام 2023، فرضت الخزانة الأمريكية سلسلة عقوبات أخرى على عناصر ميليشيات عراقية، مدعومة من إيران، وتحديداً على 6 أشخاص لهم صلات بـ”كتائب حزب الله”، بعد تصاعد هائل في الهجمات التي تشنها الجماعة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وقال وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات المالية والإرهاب بريان نيلسون، في بيان، إن “الإجراء يبعث برسالة إلى كتائب حزب الله وجميع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران مفادها أن الولايات المتحدة ستستخدم جميع التدابير المتاحة لمحاسبة أي جهات انتهازية تسعى إلى استغلال الوضع في غزة لتحقيق أهدافها الخاصة”.
وأضاف: “نحن ملتزمون تمامًا بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وثابتون في جهودنا لعرقلة هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار”.
وطالت العقوبات، يوم الجمعة، عماد ناجي البهادلي، عضو مجلس الشورى الحاكم في “كتائب حزب الله”، ورئيس الشؤون الخارجية في الجماعة حبيب حسن مغامس الدراجي، والمتحدث باسم الجماعة جعفر الحسيني، والقائد العسكري الكبير خالد كاظم جاسم السكيني، وباسم محمد حسب المجيدي، ومجتبى جهاندوست، المسؤول في “الحرس الثوري” الإيراني الذي “يسهل سفر وتدريب مقاتلي كتائب حزب الله في إيران”، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
وبالإضافة إلى العقوبات المالية، تفرض وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا عقوبات على “كتائب سيد الشهداء” في العراق.
ووفقا لوزارة الخزانة، فإن تلك الميليشيا متحالفة مع إيران و”تتلقى دعما من الحرس الثوري الإيراني، وخططت وشاركت في هجمات ضد أمريكيين في العراق وسوريا”.
العقوبات الأمريكية طالت عدة مصارف
وفي صيف العام 2023 منعت الولايات المتحدة 14 مصرفا عراقيا من إجراء معاملات بالدولار في إطار حملة شاملة على تحويل العملة الأمريكية إلى إيران ودول أخرى خاضعة للعقوبات في الشرق الأوسط، وفقا لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حينها.
وجاءت الخطوة بعد الكشف عن معلومات تفيد بأن البنوك المستهدفة متورطة في عمليات غسيل أموال ومعاملات احتيالية.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة: “لدينا سبب قوي للشك في أن بعض عمليات غسيل الأموال هذه قد تعود بالفائدة، إما لأفراد مشمولين بالعقوبات الأمريكية، أو لأشخاص يمكن أن تشملهم العقوبات”.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن “الخطر الأساسي للعقوبات في العراق يتعلق بإيران بالتأكيد”.
وكانت مصارف وشركات صرافة قد تمكنت من تحقيق أرباح ضخمة من تعاملاتها الدولار، باستخدام عمليات استيراد احتيالية ومخططات أخرى، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وعراقيين حاليين وسابقين.