معارك ضاربة في غزة بالتزامن مع دراسة حماس لمقترح جديد للهدنة
قتل عشرات الفلسطينيين في الساعات الـ 24 الاخيرة في معارك ضارية بين الجيش الإسرائيلي وحماس والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما أعلنت حماس أنها تدرس مقترحا للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل.
في القطاع الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر تقريبا ويشهد أزمة إنسانية خطيرة، باتت المساعدة التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للمدنيين مهددة ومن المقرر عقد اجتماع الثلاثاء في الأمم المتحدة في هذا الخصوص.
وفي الضفة الغربية، قتلت وحدة من القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في جنين وصفهم الجيش بأنهم “إرهابيون”. وبحسب مصادر فلسطينية، قتلوا “بالرصاص” في أحد المستشفيات على يد رجال باللباس المدني بأسلحة مزودة بكواتم صوت.
بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس قتل 128 شخصا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية في المعارك والقصف الجوي الإسرائيلي في قطاع غزة بينهم “العشرات” في خان يونس حيث الوضع خطير في المستشفيات الكبرى.
تحدث الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته عن إطلاق نيران مدفعية في محيط مستشفى الأمل في خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع حيث تدور المعارك.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري “في الأسابيع الأخيرة ركزت عملياتنا على خان يونس عاصمة حماس في جنوب غزة”، مشيرا إلى “القضاء على أكثر من ألفي إرهابي” في هذه المدينة.
حماس تدرس ردها
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وخطف نحو 250 شخصا خلال الهجوم وأفرج عن حوالي مئة نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلال هدنة. ولا يزال 132 رهينة محتجزين بينهم 28 تفترض اسرائيل انهم قتلوا.
وردا على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي استولت على السلطة في غزة عام 2007، وشنت عملية عسكرية واسعة النطاق خلفت 26751 قتيلا وأكثر من 65 ألف جريح غالبيتهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.
ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في غزة، مما دفع 1,7 مليون فلسطيني من أصل 2,4 مليونا إلى الفرار من منازلهم.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من خان يونس في رفح، يتجمع آلاف النازحين في ظروف يائسة، في منطقة صغيرة قبالة الحدود المغلقة مع مصر. ويقول كثيرون إنهم يخشون أن يواصل الجنود هجومهم على المدينة.
مقترح هدنة جديدة
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلن الاثنين في واشنطن أنه سيتم عرض مقترح على حماس لهدنة يتم بموجبها الإفراج عن رهائن جدد مشيرا إلى “تقدم ملحوظ” خلال اجتماع عقد الأحد في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز وكبار المسؤولين المصريين والإسرائيليين والقطريين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الاثنين “لقد تم إنجاز عمل مهم ومثمر للغاية”.
وبالفعل، أعلنت حماس الثلاثاء أنها تدرس المقترح. وقالت في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يؤكد أن “حماس تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع”.
جرت المباحثات في ظل أزمة خطيرة تؤثر على الأونروا، حيث علقت العديد من الدول تمويلها للمنظمة بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها الإقليميين البالغ عددهم 30 ألفا بالتورط في هجوم حماس في 7 تشرين الاول/أكتوبر.