الجرائم الإلكترونية ووهم الربح الإلكتروني لابتزاز الشباب
معظم الجرائم الإلكترونية تُرتكب على يد لصوص أو مخترقين يسعون لكسب الأموال. وأحيانًا، يكون الهدف من وراء هذه الجرائم هو إلحاق الضرر بأجهزة الكمبيوتر لأسباب متعددة، أو الإضرار بالمستخدمين.
وإحدى أغرب الجرائم الإلكترونية التي حدثت مؤخرا هي “الاغتصاب في عالم الميتافيرس”، فقد فتحت الشرطة البريطانية تحقيقًا في جريمة اغتصاب في عالم الميتافيرس بعد أن تعرضت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا للاعتداء من قبل مجموعة من الرجال عبر الإنترنت. ووفقًا للتقارير لم تتعرض الضحية لأذى جسدي، ولكنها عانت من صدمة نفسية وعاطفية مماثلة لتلك التي يعانيها الأشخاص الذين يتعرضون للاعتداءات في الحياة الحقيقية، حيث كانت ترتدي الضحية نظارات الواقع الافتراضي (VR) وكانت في غرفة افتراضية عندما تعرضت للاعتداء.
كيف يؤثر المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القصّر؟
قالت شركة “ميتا” إنها ستخفي المزيد من المحتوى عن المراهقين عبر منصات “فيسبوك” و”إنستجرام”، ضمن تداعيات الضغوط التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب مزاعم بأن تطبيقاتها تسبب الإدمان وساعدت في تأجيج أزمة الصحة العقلية لدى الشباب. في حين أعلنت منصة إكس (تويتر سابقاً) تأسيس قسم في أوستن بولاية تكساس مخصص لمكافحة المحتوى المتعلق بالاعتداء الجنسي على القصّر، وهو موضوع يوليه المشرعون الأميركيون أهمية خاصة.
كيف تؤثر الجرائم الإلكترونية على الشباب؟
وعن تداعيات هذه الجرائم الإلكترونية قال المحامي محمد النجار لأخبار الآن، إن الجرائم الإلكترونية تمثل تحديًا جديدًا بأبعاد جديدة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي ينتشر بسرعة مثل البرق، مع التطورات الحديثة ولم تتماشى التشريعات مع هذه السرعة الهائلة، إلا أن العديد من الدول تعمل على وضع تشريعات لمكافحة هذه الظاهرة والحد منها مثل الاتحاد الأوروبي الذي يعمل على إصدار تشريعات وقوانين جديدة لتطبق في سنة 2025 للحد من ظاهرة الجرائم الإكترونية، كما أن دولة الإمارات لها تقنيات متطورة وتصدر في قوانين تواكب حداثة العصر.
وأضاف النجار أن الجرائم الإلكترونية تشمل اختراق الخصوصية والتزوير والاحتيال، ومحاولات الابتزاز، أو تدمير الأجهزة للوصول إلى معلومات محددة، وبخصوص عقوبة هذه الجرائم، فإنها تتنوع بين السجن والغرامات المالية وغيرها، ولفت إلى أنه يجب توعية الشباب بخطورة هذه الجرائم وضرورة الحذر من التعاملات الإلكترونية.
وأشار النجار إلى أن الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية، لكن دخوله للمجال العام يتطلب توعية جديدة للجيل الجديد، حيث يتعين على الأفراد التحقق من صحة المعلومات والشركات.
وأضاف النجار أن بعض الجرائم الإلكترونية قد تأتي من خلال أفراد ينشئون شركات وهمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكانت شركة “شات جي بي تي” أطلقت أكثر من إصدار لمحاولة الارتقاء لذكاء الإنسان، لذلك ينبغي على الأفراد التحقق من مصداقيّة الشركات وعدم الانسياق وراء وعود الكسب السريع.
ختامًا، نصح النجار الشباب بالتحلي بالحذر وعدم المجازفة في المجالات التي ليسوا لديهم خبرة فيها، والاستفسار من الخبراء قبل اتخاذ أي قرار، فالتوعية والتثقيف يلعبان دورًا كبيرًا في الحد من هذه الجرائم الإلكترونية.