المخاوف تتزايد حول أزمة الجوع في اليمن
على الرغم من أن القواعد الحوثية والمستودعات التابعة لهذه الجماعة المدعومة من إيران، هي الهدف الرئيسي من الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة على اليمن، لكن يبدو أن الضحية الأبرز في هذه المواجهة هي الشعب اليمني الذي يرزح تحت وطأة كارثة إنسانية ومعيشية مرجحة إلى التفاقم.
فبعد تحوّل البحر الأحمر إلى منطقة اضطرابات، شعرت منظمات الإغاثة بقلق متزايد من أن التصعيد سيعقّد مسألة إيصال المساعدة لملايين اليمنيين، خصوصاً أن تغيير شركات الشحن لمسارات سفنها، بعيداً عن البحر الأحمر الملتهب، يهدد ليس فقط التجارة العالمية وأسعار السلع في مختلف الدول، وإنما سينعكس سلباً على وصول المعونة إلى الشعب اليمني.
وحذّرت المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن من الأعمال العسكرية بين الحوثيين والتحالف الدولي سيؤدي إلى وقف العمليات الإنسانية في هذا البلد الذي يحتاج ثلثا سكانه إلى المساعدات.
وفي آخر تطور أصدرت الغرفة التجارية الصناعية في عدن بياناً تحدثت فيه عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.
وقالت: نتابع بحزن وألم كبيرين ما آلت إليه الأوضاع وما لحق بالمواطنين من فقر وجوع وبؤس وصل للحد الذي لم يعد معه معظم السكان قادرين على تأمين حاجتهم من الغذاء.
وأضافت: يقتصر طعام الكثير من الأسر على وجبة واحدة في اليوم لا تكاد تسد الرمق.
واعتبرت الغرفة في بيانها أن هذا الوضع سيقود حتماً إلى كوارث واضطرابات اقتصادية واجتماعية، مشيرةً إلى أن هذه الأزمات باتت وشيكة وتلوح في الأفق. وأكّدت أن ذلك هو تطور خطير لا يمكن التنبؤ بتبعاته وانعكاساته.
ودعت الغرفة إلى وقف التدهور والتخفيف من معاناة الناس.
أرقام مخيفة حول الوضع في اليمن
الأرقام التي نشرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن أزمة اليمن خلال العام 2023، أي قبل تطوّر الأزمة في الشرق الأوسط، بدت مخيفة ومأساوية بالفعل، وهذا ما يشي إلى حجم المعاناة التي ستترتب عن التوترات الأخيرة في البحر الأحمر والمنطقة.
ويأتي ذلك بعدما طلبت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً، من الأمريكيين والبريطانيين الذين يعملون مع المنظمات الدولية داخل اليمن، إلى مغادرة الأراضي اليمنية، مما زاد المخاوف من تأزّم الوضع على الشعب اليمني.
وفي الأرقام، كان برنامج الأغذية العالمي قد وصف استجابة برنامج الأغذية العالمي للطوارئ في اليمن بـ”الأكبر في أي مكان في العالم”.
وأكّد أن مستوى الجوع الحالي في اليمن غير مسبوق ويسبب معاناة شديدة لملايين الناس. وكشف أنه على الرغم من المساعدات الإنسانية المستمرة ، يعاني 17 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي.
وقال إن معدل سوء تغذية الأطفال يعد من أعلى المعدلات في العالم، مؤكداً أن الوضع الغذائي يستمر في التدهور.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد أظهر آخر مسح قامت به أن ما يقرب من ثلث العائلات تعاني من فجوات في وجباتها الغذائية، ونادراً ما تستهلك أطعمة مثل البقول أو الخضار أو الفاكهة أو منتجات الألبان أو اللحوم.
وقال البرنامج: لا تزال معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم ، حيث تحتاج 1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة و 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
وشدد على أن الوضع الإنساني في اليمن هش للغاية وأي انقطاع في الإمدادات الحيوية مثل الغذاء والوقود والأدوية من شأنه أن يقرب الملايين من الجوع والموت، وهذا بالفعل ما حصل بسبب الهجمات الحوثية الأخيرة على سفن الشحن، والتحركات الغربية لمواجهتها. فهل بات الجوع أمراً محتماً على الشعب اليمني؟